كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 12/ 2)
الآداب، من حدائقها الرحاب، فإنها جهينة الأفكار، وخزينة الآثار، والأصل في الصلاح، والمرشد إلى سبيل النجاح، أنبتها الله نباتاً حسناً، ومنحها سناء وسنى.
- منها ما صاغه الماجد، الأبرع، الأعز، السيد محسن زكرياء، ونصه (¬1):
إلى صفوة الأخيار العلّامة صاحب "السعادة العظمى".
حمداً لمن بسط علينا جناح العلم، لإزاحة ظلمات الجهل والوهم، وأحيانا بعد الممات، للنهضة وإدارك ما فات، ونصلي ونسلم على من زرع فينا روح السعادة العظمى، وعلى آله نور الهداية، من بسيوف علمهم قطعوا كل ضلالة وغواية، ومهَّدوا بأعظم عناية، طرق الرواية والدراية.
أما بعد:
تقديم تحيتي المعطرة بالهناء والوداد، لحضرتكم أيها العالم الخبير، والدراكة النحرير، أشكركم حيث أدخلتموني في زمرتكم أهل العلم والأدب، بدليل إرسال مجلتكم العلمية بديعة الطرز، لأشارككم في الإفادة والاستفادة، فبعد فك ختامها، سرَّحت نظري في ساحة رياضها، واستنشقت نسيم أزهارها وذقت سلسلبيل حياضها، وجدتها غادة فريدة أم لؤلؤ منثور، أم عقد درّ في نحور الحور، أم عروس الأزهار تجلى بين غروس الأشجار؟ ترنمت بمعرب ألحانها، وطربت بذلاقة لسان أغصانها، فناهيك بها من خريدة فازت في حلية الكتابة والتأليف، وحازت قصب السبق باشتمالها على حسن الترصيع والترصيف، مشحونة بفوائد لطيفة، واستطلاعات ظريفة، ألفاظها رائقة
¬__________
(¬1) العدد السادس - الصادر في 16 ربيع الأنور 1322.
الصفحة 38
219