كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 12/ 2)
لعوب كأن الوتق في ضرباتها ... يحاكي ثنايا ثغرها إذ تبسما
غزت قلبي المتبول باللحظ عنوة ... بروحي غزاة ما أتين محرَّما
جنى جنة العشاق في وجناتها ... على أن فاها بالعقيق تختما
تآلف جيش من شمائل حسنها ... ائتلاف بني اليابان في الحرب عندما
تسائلني: ماذا لقيت من الهوى؟ ... وقد علمت ما قد لقيت وإنما
فيا خالها رفقاً ويا جيدها ارحمنْ ... ويا خصرها مهلاً على الصبّ ريثما
ثنت عطف مختال وتاهت كأنها ... سعادتنا العظمى التي نفعها نما
سعادتنا العظمى مجلتنا التي ... تراءت إلى نيل السعادة سلّما
روت مُلَحَ الآداب في كل محفل ... عرائس أفكار لأشرف منتمى
هو الخضر الشهم الغيور محمد ... هو السند الفرد الحيي تكرما
حسيب، نسيب، أريحي، مهذب ... سني، سريٌ حين تلقاه ضيغما
لأن شغلت هند ودعد وزينب ... أناساً فحاشا أن يرى ذاك مغنما
يَرى كل حظ ما سوى العلم ناقصاً ... وحظ الفتى من دهره ما تعلما
فعلت وما كل امرء قال فاعل ... وقلت وما كل امرء قال أحكما
ولا زلتَ في أوج السعادة نيِّراً ... تباهي بكَ الخضراء شوطاً تقدما
وخذها مهاة، ناهداً، بدوية ... فلا الطقس أضناها، ولا الضغط أسأما
وما مهرها إلا القبول فجد به ... عليها فدتك النفس يا حامي الحمى
- ومنها ما كتبه البارع، الأديب، الماجد، الشيخ، السيد العربي الكبّادي، أحد أعيان المتطوعين بالجامع الأعظم، ونصه بعد الديباجة (¬1):
¬__________
(¬1) العدد الحادي عشر - الصادر في غرة جمادى الثانية 1322.
الصفحة 43
219