كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 12/ 2)
وما كان فضلك ليمنعني أن أشكره، ولا لينسيني الشيطان أن أذكره، لذلك تحركت مني للأدب صبوة نسجت عليها العناكب، وهبت عليها الصبا والجنائب فقلت:
سعادتكم فينا لقد طلعت شمسا ... فكلٌ لها أضحى مشوقاً كما أمسى
ولله ما خطْت يراعتك التي ... برقة ما تبديه تستملك النفسا
مجلة علم لم تجل في ضلالة ... ولكن جراحات الضلال بها تؤسى
تقول لقاريها مقالة مرشد ... سنقرئك الحق المبين فلا تنسى
فدمتم ودامت للأنام سعادة ... وأيدي العدا لا تستطيع لها مسّا
- ومنها ما صاغه الماجد، العالم، الأكتب، الشيخ، السيد محمد بن مصطفى زرّوق، أحد أعيان الكتبة بالوزارة السامية، ونصه (¬1):
حمداً لمن أشرق شمس السعادة، وجعلها منبعاً للاستفادة والإفادة، وصلاة وسلاماً على نور الهدى، ونبراس الحق والاهتداء، إمام البررة العلماء، وخاتم المرسلين والأنبياء، وعلى آله الفائزين وصحابته المقربين.
هذا ويا أيها الفاضل النحرير، والعالم المحقق الشهير، رب الفصاحة والبراعة، والبلاغة واليراعة، لما أمعنا النظر في مجلتكم الغراء، التي هي كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء:
وإذا السعادة راقبتك عيونها ... نم فالمخاوف كلهن أمان
وجدناها درراً فاخرة، ومحاسن للعيان باهرة، زيادة على ما بها من
¬__________
(¬1) العدد الثاني عشر - الصادر في 16 جمادى الثانية 1322.
الصفحة 44
219