كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 12)

أقول: لم أظفر به في «مشكل الآثار» للطحاوي المطبوع (¬١)، وإنما عُزِي في «كنز العمال» (٥: ٣٢٣) إلى الحكيم الترمذي، وقد ذكر أبو ريَّة هذا الخبر من مصدر آخر ص ١٦٤ كما ذكر الخبرين اللَّذَيْنِ عقبه، وسأنظر في ذلك هناك إن شاء الله تعالى (¬٢)، ويتبيَّن براءة أبي هريرة منها كلها.
وقال ص ١٠٢: (الوُضّاع الصالحون ... وقالوا: نحن نكذب له لا عليه. وإنما الكذب على من تعمَّدَه).
أقول: قوله: (وإنما الكذب على من تعمّده). ليست من قولهم ولا تتعلق بهم.
وقال ص ١٠٤: (الوضع بالإدراج ... ) إلى أن قال: ( ... في حديث الكسوف وهو في الصحيح: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله والصلاة .. » قال العراقي (¬٣): هذه الزيادة لم يصح نقلها فوجب تكذيب قائلها).
أقول: تحصَّل من كلامه أن «فإذا رأيتم الخ» طَعَنَ فيها العراقي وقال ما قال. وهذا من تخليط أبي ريَّة، إنما الكلام في زيادة أخرى وقعت عند ابن ماجه لَفْظُها (¬٤): «فإن الله إذا تجلَّى لشيء خشع له» والطاعن فيها هو الغزالي
---------------
(¬١) هو في الطبعة الجديدة رقم (٦٠٦٨)، وأعله البخاري في «تاريخه»: (٣/ ٤٣٤)، وأبو حاتم، قال في «العلل» (٢٤٤٥): «هذا حديث منكر، الثقات لا يرفعونه». أي: لا يذكرون فيه «أبو هريرة». وانظر التعليق على «العلل».
(¬٢) انظر (ص ٢١٧ ــ ٢١٨).
(¬٣) أصلحها أبو رية في الطبعات اللاحقة إلى «الغزالي».
(¬٤) رقم (١٢٦٢). وأخرجه أحمد (١٨٣٥١)، والنسائي (١٤٨٥)، وابن خزيمة (١٤٠٣) وغيرهم.

الصفحة 129