كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 12)

فرجع إليه عمر (¬١). وعمل بخبر عبد الرحمن بن عوف وحده في النهي عن دخول بلد فيها الطاعون (¬٢). وعمل بخبره وحده في أخذ الجزية من المجوس (¬٣). وهذا كله ثابت. راجع «رسالة الشافعي» (٤٢٦). وفي «صحيح البخاري» (¬٤) وغيره عن عمر أنه قال لابنه عبد الله: «إذا حدَّثك سعد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء فلا تسأل عنه غيره. وكان سعد حدَّث عبد الله حديثًا في مسح الخفين.
فأما قصّة أبي موسى فإنما شدّد عمر لأن الاستئذان مما يكثر وقوُعه، وعمر أطول صحبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأكثر ملازمة وأشدّ اختصاصًا، ولم يحفظ هو ذاك الحكم فاستغربه. ولهذا لما أخبره أبو سعيد عاد عمر باللائمة على نفسه فقال: «خَفِيَ عليَّ هذا من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ألهاني عنه الصفق بالأسواق». وهذا ثابت في «الصحيحين» (¬٥). وأنكر أبيُّ بن كعب على عمر تشديده على أبي موسى وقال: «فلا تكن يا ابن الخطاب عذابًا على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -». فقال عمر: «إنما سمعت شيئًا فأحببت أن أتثبَّت» وهذا في «صحيح مسلم» (¬٦). وقد كان عمر يُسمِّى أُبَيًّا: سيد المسلمين (¬٧).
---------------
(¬١) أخرجه أبو داود (٢٩٢٧)، والترمذي (١٤١٥)، وابن ماجه (٢٦٤٢)، وأحمد (١٥٧٤٦). قال الترمذي: حسن صحيح.
(¬٢) أخرجه البخاري (٥٧٢٩)، ومسلم (٢٢١٩).
(¬٣) أخرجه البخاري (٣١٥٧).
(¬٤) (٢٠٢). وأخرجه أحمد (٨٨).
(¬٥) البخاري (٢٠٦٢)، ومسلم (٢١٥٣).
(¬٦) (٢١٥٤/ ٣٧).
(¬٧) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (٤٧٦).

الصفحة 89