كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 12)

فالمسلمون الذين أصيبوا في (أحد) وجدوا أنفسهم محاصرين وراء خندق ضيق ولكن الحصار المكاني لم يحاصر الفكرة، ولم يمت روح المقاومة، وفي غضون سنة قلب الحصار وانتقل المسلمون (بقيادة محمد صلى الله عليه وسلم) من الدفاع إلى الهجوم وعاد خصومهم الظالمون في دائرة الحصار وبين خيارات أحلاها فرٌّ، فإما أن يسمحوا للمسلمين بدخول مكة .. وإما أن يعقدوا معهم معاهدة يعترفون بقوتهم ويوقعون على عدم الهجوم عليهم.
أيها المسلمون وفي مسلسل المبشرات للمسلمين أن لغة الإحصاءات تشير إلى زيادة في عدد المسلمين وانقراض في نسب أعدائهم ..
واليوم يتحدث أحد أساتذة (اكسفورد) عن الوجود المتزايد للمسلمين في أوربا، وعن المسلمين المغاربة في أسبانيا، والجزائريين في فرنسا، والأتراك في ألمانيا والباكستانيين في بريطانيا ويقول: يكفي أنني اشتريت جريدة من بائع مسلم وملابس من مغسلة لمسلم، وأحضرت علاجي من صيدلية مسلم. كل هذا في شمال أوكسفورد (¬1).
ومن هنا فلا يستغرب أن شرق قادة الغرب بالمسلمين .. وهاجموا وأغلقوا مراكزهم وأماكن عيادتهم .. ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره.
إن على المسلمين أن يتقوا بربهم في النصرة والتمكين .. وعليهم قبل ذلك أن يصلحوا حالهم ويغيروا ما بأنفسهم، ويجمعوا كلمتهم وبالمعتقد الصحيح، وبالعلم الراشد والعمل الرشيد يتحقق للمسلمين ما وعدوا به.
ومن الضعف أن يتعلقوا بمبتدعات لا أصل لها في الدين، ويقيموا احتفالات لم يأذن بها الشرع .. كمن يقيمون الاحتفالات في السابع والعشرين من شهر
¬_________
(¬1) (الأحرى/ ملامح المستقبل/ 190).

الصفحة 271