كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 12)

ومن السماحة إقالة العثرة، يروى عن علي رضي الله عنه أنه قال: «أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم فما تعثر عاثر إلا ويده بيد الله يرفعه» (¬1) والسماحة من خلق الكرماء .. وأين هذا ممن يتتبعون العورات، أو يفرحون بالسقطات، دون مناصحة وتلطف في القول.
قيل: من عادته الكريم إذا قدر غفر، وإذا رأى زلة ستر (¬2).
ومن حكم الشعر قيل في السماحة:
وإني لأستحي وفي الحق مسمح ... إذا جاء باغي العرف إن أتعذرا
وقال الشافعي رحمه الله:
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ... ودافع ولكن بالتي هي أحسن.
وأبلغ من ذلك كله .. أن الله يجزي المتصدقين .. إن الله يحب المحسنين.
{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} جعلنا الله من المحسنين والمتصدقين، ورزقنا السماحة في أقوالنا وأفعالنا، وهدانا سبل السلام. أقول ما تسمعون وأستغفر الله ..
¬_________
(¬1) (المستطرف 1/ 272 عن نضرة النعيم 6/ 2299).
(¬2) (السابق 6/ 2299).

الصفحة 285