كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 12)

ودعا إلى النظر إلى هذه القناة باعتبارها إضافة جديدة للحرية التي نحتاجها مثل حاجتنا للهواء النقي. وفي المقابل يرفض هذا المطبل كل ما تبثه القنوات الفضائية إذا كانت ضد الهيمنة الأمريكية فقال: أليس هذا بذل وهوان وانتكاس في المفاهيم والقيم؟ (¬1).
إذًا نحن أمام هجمة شرسة على ثقافتنا وقيمنا، وأمام تسويق مفضوح للبضاعة المزجاة لأعدائنا .. تتكئ هذه الهجمة على الإعلام، وتسخر من مناهج التعليم وتسعى جاهدة لإفساد المرأة، وترشق بسهامها الموتورة أهل الخير ولا يسلم من نقدها المسئولون والمنظِّرون للسياسات العليا في البلاد، إنها خلخلة للكيان كله، واستهداف للمؤسسات التربوية والدعوية، وتمهيد للغزاة، ومجاهرة بالفسوق وإعلان للتطرف، وتلويح بالإرهاب ..
فكيف يكون الموقف، وبماذا ينقذ العباد، وتسلم البلاد؟
1 - لا بد أولًا من الوعي واستشعار هذه المخاطر، ومعرفة أصحاب اللحن في القول، ورصد التوجهات، والتعرف على الصلات والارتباطات.
2 - ولا بد ثانيًا من النصح والمصارحة لهؤلاء فقد يكون من بين هؤلاء مغتر فيعود إلى رشده، أو جاهل مستغرق في خيالاته، وتجارب من سبقه توقفه على الحقيقة، وهذه تجربة شجاعة يقول صاحبها- بعد إذ هداه الله-: «اندفع الفكر المتغرب يشهر حربًا شاملة على الإسلام وأهله، ظانًا أن في ذلك تحريرًا للشعب وللمرأة، وإطلاقًا للعقل .. ولكنه ما درى أن تلك الحرب تأتي بنتائج عكسية تمامًا، إذا بالشعب يحطم ويشل، وإذا بالمرأة تتيه وتضيع وإذا بالعائلة تتمزق وتتخبط، وإذا بالعقل يصبح مغلولًا إلى الغرب، وإذا بالاستقلال تبعية،
¬_________
(¬1) (مقال د. نورة السعد، الرياض 28/ 12/ 1424 هـ) بعنوان: بضاعتنا ردت إلينا.

الصفحة 294