كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 12)

علماء الأمة في القديم والحديث، فأرشدته إلى السلفية الحق، وكتُبه المطبوعة ورسائلُه المنتشرة تشهد على صحة معتقده، وكما حُورب الأئمة من قبلهم في زمنهم من قبل أهل الأهواء والبدع، فقد حُورب الإمام محمد بن عبد الوهاب واتهم وطُرد، وانتقل من بلدٍ إلى بلد، حتى هيّأ الله له الإمام محمد بن سعود فناصره وآزره، والتقى سلطان القرآن والسيفِ معدًا، فكان لهما أبلغ الأثر، فلم يتركا زيفًا ولم يتركا خرفًا كما قال الشاعر:
هما السيفُ والقرآن قد حكما معًا ... فلم يتركا زيفًا ولم يتركا خرفًا
إن ما نشهده اليوم من هجوم على الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب إنما هو هجومُ جاهل، بل هو مناكفة وهجومٌ على الدعوة السلفية برمتها، والتي تعتمد في أصولِها وفروعها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحارب البدع والخرافات، وتنعى على أئمة الخرافة والدروشة، ولكن هذه الدعوة بصفائها وصدق دعاتِها بلغت الآفاق، وأصبحت كالشمسِ لا يمكن حجب نورها، وإذ شاء الله أن تخترق الدعوة السلفية حدودَ الجزيرة العربية، والشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يزال حيًا، لتصل إلى الهند والسند وأفريقيا، فقد امتدت الدعوة السلفية بعدُ لتعبر القارات، وتصبح منهجًا للمعتقد الصحيح في رقعةٍ فسيحة من أرض الله، وغدت السلفية بفضل الله منهجًا للتعلّم والتعليم، والدعوة والإصلاح، والتربية .. لها ينتصر العلماء، وتؤلف الكتب، وتعقد الندوات والمؤتمرات، بل وتقام الجامعات والمعاهد والمدارس.
وفي ظل هذا الانتشار السلفي لا يسوغ تجهيلُ الناس بهذه العقيدة، ولا الشغبُ على رجالاتها والمجددين فيها، ولا يسوغ الافتراء والتهم والتعيير في زمنٍ يملك الحقيقة كلُّ الناس عير نوافذ الكتب المؤلفة، ووسائل الإعلام، وأساليب التقنية التي تنشر الحقيقة، وتحتفظ بمؤلفات علماء الدعوة السلفية، المُقتدون بالسلف ليسوا أصحابَ فتنة، وليسوا عملاء للشرق والغرب كما يزعم

الصفحة 5