كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 12)

أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِم الْعَرْشِ، فَلاَ أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ".
(لا تخيروني)؛ أي: لا تُفضِّلُونِي.
وسبَقَ الحديث في (كتاب الخصومات).
(أول من يفيق) بنصب (أوَّل).
قال الدَّاوُدي: ليس بمحفوظٍ، والصَّحيح (¬1): (أوَّلُ مَن يَنشَقُّ عنها الأَرضُ).
قال (ع): الصعق الموت، والهلاك، والغَشْي أيضًا، فيجوز أن تكون الصَّعقة صعقَةَ فزَعٍ بعد النَّشر حين تنشقُّ السَّماوات والأرض جميعًا.
وأما (فلا أدري أفاق قبلي) فيحتمل أن يكون قبْل أن يَعلم أنَّه أوَّل مَن تنشقُّ عنه الأرض إنْ حملْنا اللَّفظ على ظاهره، أو انفرادَه بذلك، وتخصيصَه، وإنْ حُمل على أنَّه من الزُّمرة الذين هم أوَّل مَن تنشقُّ عنهم الأرض لا سيَّما على رواية مَن رَوى: (أو في أول من يبعث)، فيكون موسى -عليه الصلاة والسلام- أيضًا من ذلك الزُّمرة، وهي زُمرة الأنبياء.
* * *
¬__________
(¬1) "والصحيح" ليس في الأصل.

الصفحة 132