كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 12)

بُيُوتنا، وَيَسْرِقُونَ أَعْلاَقَنَا؟ قَالَ: أُولَئِكَ الْفُسَّاقُ، أَجَلْ، لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلَّا أَرْبَعَةٌ، أَحَدُهُمْ شَيْخٌ كبِيرٌ، لَوْ شَرِبَ الْمَاءَ الْبَارِدَ لَمَا وَجَدَ بَرْدَهُ.
(هذه الآية)؛ أي: آية: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} [التوبة: 12]، أي: فقاتلُوهم، فأُقيمَ المُظهَر مُقام المُضمَر.
(إلا ثلاثة)؛ أي: ثلاثةٌ آمَنُوا، ثم ارتَدُّوا، وطَعنُوا في الإسلام مِن ذَوي الرِّياسة والتقدُّم، وذلك لأنَّ حُذَيْفة كان صاحبَ سِرِّهِ - صلى الله عليه وسلم - في شأْن المُنافقين، لا يَعرفُهم بعدَه غيرُه.
(إنكم أصحاب) بالنصب بفعلٍ مُضمَرٍ.
(تخبرونا) بالتَّشديد وعدَمه.
(يَبْقُرون) بياءٍ، ثم موحَّدةٍ ساكنةٍ، ثم قافٍ مضمومةٍ، ويُروى بضمِّ أوَّله، وفتْح ثانيهِ، وتَشديد القاف المَكسورة، أي: يَفتَحونَها، والبَقْر أكثَره في الخشَب والصُّخور، قاله (خ).
(أعلاقنا) جمع: عِلْقٍ، وهو الشَّيء النَّفيس.
(الفُساق)؛ أي: لا الكفَّار، ولا المُنافقون.
(لما وجد برده)؛ أي: لم يُحسَّ به، أي: عاقَبَه الله في الدُّنيا ببلاءٍ وخوفٍ لا يَجدُ معه ذَوْقَ الماءِ، ولا طَعْم بُرودَتِه.
* * *

الصفحة 153