كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 12)

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أُمَّ سَلَمَةَ! تِيبَ عَلَى كَعْبٍ"، قَالَتْ: أفلاَ أُرْسِلُ إِلَيْهِ فَأُبَشِّرَهُمْ قَالَ: "إِذًا، يَحْطِمَكُمُ النَّاسُ، فَيَمْنَعُونكُمُ النَّوْمَ سَائِرَ اللَّيْلَةِ". حَتَّى إِذَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الْفَجْرِ، آذَنَ بِتَوْبَةِ اللهِ عَلَيْنَا، وَكَانَ إِذَا اسْتَبْشَرَ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةٌ مِنَ الْقَمَرِ، وَكنَّا أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ الَّذِينَ خُلِّفُوا عَنِ الأَمْرِ الَّذِي قُبِلَ مِنْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ اعْتَذَرُوا حِينَ أَنْزَلَ اللهُ لَنَا التَّوْبَةَ، فَلَمَّا ذُكِرَ الَّذِينَ كَذَبُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ، وَاعْتَذَرُوا بِالْبَاطِلِ، ذُكِرُوا بِشَرِّ مَا ذُكِرَ بِهِ أَحَدٌ، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} الآيَةَ.
الثاني:
(محمد، ثنا أحمد) قال الغَسَّاني: لم يقع في نسُخة ابن السَّكَن ذكْر محمد قبل أحمد، وثبَت لغيره من الرُّواة، واضطرَب قول الحاكم فيه، فمرةٌ يقول: هو ابن النَّضْر بن عبد الوهَّاب، ومرةً: ابن إبراهيم البُوشَنْجِي، وقال: وعندي أنه ابن يحيى الذُّهْلِي.
(غزوة العُسْرة) وهي غزْوة تَبُوك.
(فأجمعت)؛ أي: عزمتُ.
(صاحبي)؛ أي: مُرَارة بن الربيع، وهِلال بن أُمية.

الصفحة 174