كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 12)

الرَّجُلُ يُجَامِعُ امْرَأتهُ فَيَسْتَحِي، أَوْ يَتَخَلَّى فَيَسْتَحِي، فَنَزَلَتْ: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ}.
الثاني:
(يتخلى) يُروى بالمعجمة، من الخَلْوَة، أي: يدخُل في الخَلاء، أي: كانوا يَكشفُون عَوراتهم في الخَلاء، أو عند الجِماع، فيُميلون صُدورهم، ويغطُّون رؤُوسهم استحياءً، فقال الله تعالى: {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [هود: 5]، ويُروى بالمهملة، مِن حلاوة (¬1) قفاه.
* * *

4683 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ}.
وَقَالَ غَيْرُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (يَسْتَغْشُونَ): يُغَطُّونَ رُءُوسَهُمْ. (سِيءَ بِهِمْ): سَاءَ ظَنُّهُ بِقَوْمِهِ. (وَضاقَ بِهِمْ): بِأَضْيَافِهِ. {بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ}: بِسَوَادٍ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: (أُنِيبُ): أَرْجِعُ.
¬__________
(¬1) في الأصل: "حلاة"، والمثبت من "التنقيح" للزركشي (2/ 932).

الصفحة 186