كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 12)

(وأبطل)، أي: أتَى بقولٍ باطلٍ مَن قال: إنَّ المُتكَأَ بمعنى: الأُتْرُجِّ، إذ ليس في كلامهم ذلك.
(فرّوا)؛ أي: لَمَّا ثبت أن المُتكأَ هو النُّمرُقة والمَخدَّة ونحوهما لا الأُتْرُنج = فرُّوا إلى تفسير المُتكَأ بشرٍّ من تفسيرهم الأول، فقالوا: المُراد من المتَّكأ بالتشديد إنما هو المُتْك، أي: بضم الميم، وسُكون المثنَّاة، الذي هو طرَف البَظَر بموحَّدةٍ، ومعجمةٍ، أي: الفَرْج.
(متكاء)؛ أي: مؤنَّث الأفتَك.
(وابن المتكاء)؛ أي: ابن المَرأة التي هي مَتْكَاء، أي: التي لم تُخفَض، وقيل: التي لا تُحسِن لولدها.
(فإن كان ثم أترُج) أشار إلى ما قالَه أبو عُبَيدة، فإنَّه قال: المُتكَأ: النَّمرُقة التي يتكأ عليها، وزعَم قومٌ أنَّه الأُتْرُنج، وهذا أبطَلُ باطلٍ في الأرض، ولكن عسَى أنْ يكون مع المُتكَأ تُرُنجْ يأْكلونه، وكذا أوضَح بذلك ابن عَطيَّة، فقال: المُتكَا: ما يُتكَأ عليه من فُرُشٍ ووسائد، ومعلومٌ أن هذا النوع والكرامات لا تَخلو من طعامٍ وشرابٍ، فلذلك فسَّر مُجاهد وعِكْرمة المُتكأَ بالطَّعام.
ووجَّهه الزَّمَخْشَري: بأنَّه على سَبيل الكِناية مِن قولهم: اتكأْنا عند فلان، أي: طَعِمنا؛ لأن من دعوتَه ليَطعَم عندكَ: اتخذتَ له مُتكأةً يتكِئُ عليها.
(بعد المتكأ) يُهيَّأُ، ويُرتَّب بعد تهيئة المُتكَأ، وفي بعضها: (قبْل المُتكَأ).

الصفحة 198