كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 12)

مِدْرَاسُهَا الَّذِي يُدَرِّسُهَا مِنْهُمْ كَفَّهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، فَطَفِقَ يَقْرَأُ مَا دُونَ يَدِهِ وَمَا وَرَاءَهَا، وَلاَ يَقْرَأُ آيَةَ الرَّجْمِ، فَنَزَعَ يَدَهُ عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ، قَالُوا: هِيَ آيَةُ الرَّجْمِ. فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا قَرِيبًا مِنْ حَيْثُ مَوْضعُ الْجَنَائِزِ عِنْدَ الْمَسْجدِ، فَرَأَيْتُ صَاحِبَهَا يَجْنَأُ عَلَيْهَا؛ يَقِيهَا الْحِجَارَةَ.
(نُحِمّمهما)؛ أي: نُسوِّد وجوههما بالفَحم والرَّماد، وقيل: نسَكُب عليهما الماء الحَميم.
وسبق الحديث قُبيل (كتاب فضائل الصحابة).
فإن إحضار التوراة إظهارٌ للحكم الذي كانوا يكتُمونه احتجاجًا عليهم، ولم يحكُم في الحقيقة إلا بوحي من الله.
وفيه أنَّ الإحصانَ يقَع بنكاحِ أهل الكُفر.
* * *

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}
(باب: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} [آل عمران: 110])

4557 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ، تأْتُونَ بِهِمْ فِي السَّلاَسِلِ فِي أَعْنَاقِهِمْ، حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الإِسْلاَمِ.

الصفحة 45