كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 12)

(وغُبَّرات) جمع لجمْع: غابِر، كراكعٍ ورُكَّع، وطرُق وطُرقات، أي: بَقَايا، وهو بالرفع والجرِّ، منوَّنًا وتشديد الموحَّدة.
والمشهور في الاستعمال أنَّ الغبَّر اسم واحدٍ، وهو البقيَّة، وأما البَقايا فهي الغبَّرات، وواحد الأَغبار: غُبَّر، وغُبَّر الشيء: بقاياه.
(كذبتم) قياس التَّكذيب والتَّصديق عَودُه إلى النِّسبة في الأَصْل لا لنِسبةٍ في ضِمْن أحد الطَّرَفين، فإذا قُلت: جاء زيدُ بن عَمْرو؛ فكذَّبتَه، فإنما يَعودُ إلى نِسبة المَجيء لا لنِسبَة البُنوَّة، لكن لمَّا كان نفْي اللازِم -وهو كونُه ابنَ الله- إذا نُفي يَلزم منه نفْي المَلزوم، وهو عِبادة ابن الله، أو يُقال: قد يَتوجَّه إليهما معًا، أو إلى المُشارِ إليه فقط.
(يَحْطِم)؛ أي: يَكسِر بعضُها بعضًا، وبذلك سُمِّيت الحُطَمة.
(أتاهم)؛ أي: ظهَر لهم.
(أدنى): أقرَب.
(صورة) قال (خ): أي: صِفَة، يقال: صُورة هذا الأَمْر كذا، أي: صِفَته، أو أطلق الصُّورة على سَبيل المُشاكلة والمُجانَسة.
(رأوه) الرُّؤية بمعنى: العِلْم؛ لأنَّهم لم يرَوه قبل ذلك، ومعناه: يتجلَّى لهم على الصِّفة التي يَعرفُونه بها.
قال (خ): وهذه الرُّؤية غير الرُّؤية التي هي ثَواب الأولياء، وكرامةٌ لهم في الجنَّة؛ إذ هذه للتَّمييز بين مَنْ عَبَدَ الله، ومَنْ عَبَدَ غيرَه.
(أفقر)؛ أي: أحوج، أي: لم تبعثهم في الدنيا مع الاحتياج

الصفحة 73