كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 12)

(ابن حُذافة) بضم المهملة وخفة المعجمة، وسبَق حديثه في (السرايا)، في (باب سرية عبد الله)، وفي غيرها، وقال الداودي: هذا وَهْم على ابن عبَّاس، إنما عبد الله خرج على جيش، فغضب، فأوقد نارًا، وقال: اقتحموها ... إلى آخره، فلما ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك قال: "إنما الطاعة في المعروف". قال: فإن كانت الآية قبلُ؛ فكيف يخص عبد الله بالطاعة، أو بعدُ؛ فإنما قيل لهم: لِمَ لم يطيعوه.
* * *

{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ}
(باب: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} [النساء: 65])

4585 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: خَاصَمَ الزُّبَيْرُ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ فِي شَرِيجٍ مِنَ الْحَرَّةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اسْقِ يَا زُبَيْرُ! ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ". فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ؟ فتلَوَّنَ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: "اسْقِ يَا زُبَيْرُ! ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ، ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ". وَاسْتَوْعَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِلزُّبَيْرِ حَقَّهُ فِي صَرِيح الْحُكْم حِينَ أَحْفَظَهُ الأَنْصَارِيُّ، كَانَ أَشَارَ عَلَيْهِمَا بِأَمْرٍ لَهُمَا فِيهِ سَعَةٌ. قَالَ الزُّبَيْرُ: فَمَا أَحْسِبُ هَذِهِ الآيَاتِ إِلَّا نزَلَتْ فِي ذَلِكَ:

الصفحة 78