كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 12)

6308 - حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي وحفص بن غياث، قالا: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر أنَّه كان نذر أن يعتكف يومًا في الجاهلية، وأنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أوف بنذرك" (¬1).
¬_________
(¬1) إسناده صحيح، وقد قال الدارقطني في علله (2/ 29): "وأصحاب عبيد الله اختلفوا عنه في لفظه، فمنهم من قال: إن عمر نذر أن يعتكف ليلة، ومنهم من قال: إنه نذر أن يعتكف يومًا، وقال عبد الله العمري، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر: نذر أن يعتكف يومًا بليلته فإن كان حفظ هذا فقد صحت الأقاويل عن نافع، ويكون قول من قال: يومًا بليلته، ومن قال: ليلة بيومها، والله أعلم". أهـ.
6309 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثنا جرير بن حازم، أن أيوب السختياني حدثه أن نافعًا حدثه، أن عبد الله بن عمر حدثه، أن عمر بن الخطاب سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بالجِعْرَّانة (¬1) بعد أن رجع من الطائف فقال: يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف يومًا في المسجد الحرام فكيف ترى؟ قال: "اذهب فاعتكف يومًا" وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أعطاه جارية من الخُمُس، فلما أُعتق سبايا النَّاس سمع عمر بن الخطّاب أصواتهم يقولون: أَعتقنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما هذا؟ قالوا: أعتق
-[657]- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النَّاس، فقال عمر: يا عبد الله اذهب إلى تلك الجارية فخلِّي سبيلها (¬2).
¬_________
(¬1) الجعرانة: اسم بئر تقع شمال مكة على بعد ميل إلى الشرق، تبعد عن مكة بأزيد من (29) كيلًا. (معجم معالم الحجاز 2/ 149 - 151).
(¬2) إسناده صحيح، وقد أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1277) في كتاب الأيمان، باب نذر الكافر، وما يفعله إذا أسلم، من طريق أبي طاهر، أخبرنا عبد الله بن وهب به نحوه.
وقد أخرجه البخاري في صحيحه (مع فتح الباري 6/ 250) في كتاب فرض الخمس، باب ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس، من طريق حماد بن زيد، عن أيوب به نحوه، إلا أنَّه قال: (وأصاب عمر جاريتين)، وأخرجه كذلك من جرير بن حازم وحماد بن سلمة، عن أيوب به نحوه.

الصفحة 656