كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 12)
5282 - حدثنا علي بن عثمان النفيلي، ومحمد بن محمد بن السندي، قالا: حدثنا بكر بن خلف (¬1)، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد (¬2)، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله، قال: خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاة فأبطأ بي جملي، فأتى عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لي: "يا جابر" قلت: نعم، فقال: "ما شأنك؟ " فقلت: أبطأ بي جملي وأعيا فتخلفت، فنزل فحجنه بمحجنه ثم قال: "اركب"، فركبت، فلقد رأيتني أكفه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أتزوجت؟ " فقلت: نعم، قال: "أبكر أم ثيب؟ " فقلت: بل ثيبًا، قال: "فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك"، قلت: إن لي أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهنَّ، قال: "أما إنك قادم فإذا قدمت فالكيس الكيس" (¬3) ثم قال: "أتبيع جملك؟ " قلت: نعم فاشتراه مني بأوقية ثم قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدمت بالغداة فجئت المسجد فوجدته على باب المسجد فقال: الآن؟ (¬4) حين قدمت،
-[86]- قلت: نعم، قال: "فدع جملك وادخل فصلِّ ركعتين"، قال: فدخلت، فصليت ثمَّ رجعت، فأمر بلالًا أن يزن لي أوقية، فوزن لي بلال فأرجح في الميزان، قال: فانطلقت فلما ولَّيت قال: "ادع لي جابر فَدُعِيت فقلت: الآن يرد علي الجمل ولم يكن شيءٌ أبغض إلي منه فقال: "خذ جملك ولك ثمنه" (¬5).
¬_________
(¬1) البصري، أبو بشر.
(¬2) الثقفي.
(¬3) قال ابن الأثير: قيل المراد به الجماع. (النهاية 4/ 217).
(¬4) في البخاري: "الآن قدمت؟ ".
(¬5) إسناده صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 1089) في كتاب الرضاع، باب استحباب نكاح البكر، من طريق محمد بن المثنى، حدثنا عبد الوهاب به نحوه، وقد تابع بكر بن خليف في عبد الوهاب بن عبد المجيد محمدُ بن بشار كما عند البخاري في الصحيح (مع فتح الباري 3/ 329) في كتاب البيوع، باب شراء الدواب والحمير، بنحو رواية أبي عوانة.