كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 12)

أَشِدَّاءً ، فَإِنَّمَا الأَسَدَ مَنْ أَغْنَى شَأْنَهُ , إِنَّمَا الْفَارِسِيَّ تَيْسٌ بَعْدَ أَنْ يُلْقِي نَيْزَكَهُ ، قَالَ : وَكَانَ مَعَهُمْ أَسْوَارٌ لاَ تَسْقُطُ لَهُ نُشَّابَةٌ , فَقُلْنَا لَهُ : يَا أَبَا ثَوْرٍ , اتَّقِ ذَاكَ ، قَالَ : فَإِنَّا لَنَقُولُ ذَاكَ إِذْ رَمَانَا فَأَصَابَ فَرَسَهُ , فَحَمَلَ عَمْرٌو عَلَيْهِ فَاعْتَنَقَهُ ، ثُمَّ ذَبَحَهُ ، فَأَخَذَ سَلَبَهُ ، سِوَارَيْ ذَهَبٍ كَانَا عَلَيْهِ ، وَمِنْطَقَةً وَقَبَاءَ دِيبَاجٍ.
وَفَرَّ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ ، فَخَلاَ بِالْمُشْرِكِينَ ، فَأَخْبَرَهُمْ ، فَقَالَ : إِنَّ النَّاسَ فِي هَذَا الْجَانِبِ , وَأَشَارَ إِلَى بَجِيلَةَ ، قَالَ : فَرَمَوْا إِلَيْنَا سِتَّةَ عَشَرَ فِيلاً ، عَلَيْهَا الْمُقَاتِلَةُ , وَإِلَى سَائِرِ النَّاسِ فِيلَيْن ، قَالَ : فَكَانَ سَعْدٌ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ : ذَبَّوا عَنْ بَجِيلَة . قَالَ قَيْسٌ : وَكُنَّا رُبْعُ النَّاسِ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ , فَأَعْطَانَا عُمَرُ رُبْعَ السَّوَادِ ، فَأَخَذْنَاهُ ثَلاَثَ سِنِينَ.
فَوَفَدَ بَعْدَ ذَلِكَ جَرِيرٌ إِلَى عُمَرَ ، وَمَعَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، فَقَالَ عُمَرُ : أَلاَ تُخْبِرَانِي عَنْ مَنْزِلَيْكُمْ هَذَيْنِ ؟ وَمَعَ ذَلِكَ إِنِّي لأَسأْلْكُمَا ، وَإِنِّي لأََتَبَيَّنُ فِي وُجُوهِكُمَا أَيَّ الْمَنْزِلَيْنِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : فَقَالَ جَرِيرٌ : أَنَا أُخْبِرَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَمَّا أَحَدُ الْمَنْزِلَيْنِ فَأَدْنَى نَخْلَةً مِنَ السَّوَادِ إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ , وَأَمَّا الْمَنْزِلُ الآخَرُ فَأَرْضُ فَارِسَ ، وَعَكُهَا وَحَرُّهَا وَبَقُّهَا ، يَعْنِي

الصفحة 559