كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 12)

لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه لما روى الترمذي (¬1) عن عمر -رضي الله عنه -، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما (¬2) وجهه.
(ساعة ثم خر) أي: سقط بسرعة (ساجدًا) منصوب على الحال والسجود هو وضع الجبهة على الأرض، وهو غاية الخرور ونهاية الخضوع.
(فمكث) بضم الكاف، وهي قراءة الجمهور (¬3) في قوله تعالى: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ}، وقرأ عاصم وحده {فَمَكَثَ} بفتحها (¬4)، ومعناه على القراءتين: أقام.
قال ابن عطية (¬5): والفتح في الكاف أحسن؛ لأنها لغة القرآن في قوله: {مَاكِثِينَ} إذ هو من مكث [بفتح الكاف ولو كان من مكث بضم الكاف كان جمع مكيث.
(طويلاً) فيه فضيلة] (¬6) تطويل سجدة الشكر، والسهو، والتلاوة، وغير ذلك، ويوضح هذا التطويل ما رواه البيهقي (¬7) من حديث عبد الرحمن بن عوف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل نخلًا فاستقبل القبلة فسجد
¬__________
(¬1) "سنن الترمذي" (3386).
(¬2) ساقطة من (ر).
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للفراء 2/ 289.
(¬4) انظر: "السبعة" لابن مجاهد ص 480.
(¬5) "المحرر الوجيز" 4/ 304.
(¬6) ساقط من (ر).
(¬7) "سنن البيهقي الكبرى" 2/ 370.

الصفحة 100