كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 12)

والأول أكثر، وإنما لقب بذي الجوشن من أجل أن صدره كان ناتئًا وهو صحابي معروف، وكان شاعرًا محسنًا، وهو والد شمر بن ذي الجوشن قاتل الحسين بن علي -رضي الله عنه -، سكن الكوفة، قال: وروى عنه أبو إسحاق مرسلًا (¬1).
وهكذا قال أبو محمَّد بن أبي حاتم (¬2) وشمر لم يذكره أبو محمَّد بن أبي حاتم ولا البخاري في تاريخيهما. قال عبد الحق (¬3): ويقال: سمعه أبو إسحاق من ابنه شمر بن ذي الجوشن، ذكره ابن عبد البر (¬4)، وشِمْر بكسر الشين المعجمة وسكون الميم.
(رجل من الضباب) بالكسر على البدل، ويجوز الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي: هو رجل من الضباب، بكسر الضاد المعجمة وتخفيف الباء الموحدة.
(قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي يقال له: القَرْحاءُ) بفتح القاف، لعلها سميت بذلك للغرة التي كانت في وجهها، وأن الفرس الأقرح هو ما في وجهه بياض دون الغرة، ومنه يقال: روضة قرحاء. أي: فيها نوارة بيضاء (فقلت: يا محمَّد) لعل خطابه هذا قبل أن يسلم ذو الجوشن، أو قبل نزول الآية؛ فإن الضحاك روى عن ابن عباس: كانوا يقولون: يا محمَّد، يا أبا القاسم، فنهاهم عن ذلك إعظامًا لنبيه
¬__________
(¬1) "جامع الأصول في أحاديث الرسول" 12/ 376.
(¬2) "المراسيل" لابن أبي حاتم (527)، و"الجرح والتعديل" 3/ 447.
(¬3) في الأصول: ابن عبد الحق، وانظر: "الأحكام الوسطى" 3/ 121.
(¬4) "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" 2/ 468.

الصفحة 122