كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 12)

حرمة التزويج منه. قال في "النهاية": الصهر حرمة التزويج، والفرق بينه وبين النسب أن النسب ما رجع إلى ولادة قريبة من جهة الآباء، والصهر ما كان من خلطة تشبه القرابة يحدثها التزويج (¬1).
(فلم نحسدك عليه) أي على ما نالك منه من الشرف وعظم الرتبة (فألقى علي) بن أبي طالب (رداءه) على الأرض (ثم اضطجع عليه) ليستريح (فقال: أنا أبو حسن) (¬2) قال ذلك لأجل الذي كان عنده من علم ذلك كان -رضي الله عنه- يقول هذِه الكلمة عند الأخذ في قضية تشكل على غيره وهو يعرفها، ولذلك جرى كلامه مجرى المثل حتى قالوا: قضية ولا أبا حسن، أي: هذه قضية مشكلة وليس هناك من يبينها كما كان يفعل أبو حسن الذي هو علي بن أبي طالب (¬3) (القرم) أكثر الروايات بالواو ولا معنى لها (¬4)، وإنما هو بالراء والرفع وتنوين حسن وهو السيد، هو الفحل من الإبل ويستعار للرجل الكبير المجرب للأمور، ورواية القاضي الشهيد (¬5) بالراء والرفع على النعت لأبي حسن.
¬__________
(¬1) "النهاية" 3/ 130.
(¬2) ورد بعدها في الأصل: نسخة: الحسين.
(¬3) هذا النقل من "المفهم" للقرطبي 9/ 97 وتمامه: وأتوا بـ (أبي حسن) بعد (لا) النافية للنكرة على إرادة التنكير. أي: ليس هناك واحد ممن يسمى أبا حسن، كما قالوا:
أرى الحاجات عند أبي خُبَيب ... نُكِدْنَ ولا أمية في البلاد
أي: ولا واحدٌ ممن يُسمى أمية.
(¬4) بل ذكر لها القرطبي في "المفهم" معنى فقال في 9/ 97: وقد روي: بالواو مكان الراء بإضافة حسن إليه، وهي رواية ابن أبي جعفر، ووجهها: كأنه قال: أنا عالم القوم وذو رأيهم.
(¬5) هكذا في (ل) وفي ع: الشهير. والصواب الشهيد، انظر: "إكمال المعلم" 3/ 330.

الصفحة 662