كرب اليوم، أو: ما رأيت منظرًا مثل منظر اليوم.
قال: وعلى هذا ففيه حجة على إباحة أكل ما ذبحه غير المالك تعديًّا، كالغاصب والسارق؛ لأن الزكاة وقعت من المتعدي على شروطها الخاصة بها، وقيمة الذبيحة قد تعلقت [بذمة المتعدي] (¬1) (عدا) بالعين المهملة، أي: اعتدى عمك، وغدا - بالغين المعجمة - من الغدو (حمزة) بن عبد المطلب (على ناقتي) بفتح التاء والياء المشددة (فاجتب) أي قطع (أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرب) بفتح الشين كما تقدم، وفيه أن ما ذكر على قصد [التظلم والاستغاثة بمن يعينه على من استعدى على ماله إذ لا يمكنه الخلاص] (¬2) إلا بذكر ما فعل به وبماله؛ لقوله عليه السلام: "لصاحب الحق مقال" (¬3).
قال [الكرماني: وفي الحديث دلالة على جواز النحر بالسيف وفي حالة بروك المنحور والتخيير] (¬4) فيما نأكله كاختيار الكبد دون بقية المنحور، قال: وذلك ليس بإسراف، وأكل الكبد وإن كان دمًا، وأن من دل إنسانًا على مال قريبه ليس بظالم. قال: (فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بردائه فارتدى به) ولمسلم: فارتداه، وفيه جواز لباس الرداء، وترجم له البخاري بابًا (¬5).
¬__________
(¬1) في الأصل بقيمة الذبيحة. والمثبت من "المفهم" للقرطبي 16/ 144.
(¬2) سقط من (ر) وكتب مكانه كلمة الخاص.
(¬3) البخاري (2306).
(¬4) سقط من (ر).
(¬5) لعله يقصد به ما ذكره البخاري في كتاب اللباس، وهو باب: الأردية. 7/ 139.