كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 12)

الحال، وأن الله تعالى حماهم عن الدنيا مع أنها ملكهم، وهذِه سنة الله في الأنبياء والأولياء كما قال: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأولياء" (¬1).
(قال: اتقي الله) تعالى (يا فاطمة) أي: دومي على ملازمة التقوى (وأدي فريضة ربك) يدخل فيه الصلاة والصوم والواجبات والغسل من الجنابة والوضوء وغير ذلك من الواجبات -يعني: حق الزوج-، وهذا من عطف الخاص على العام؛ لأن أداء الفرائض (¬2) من جملة عموم التقوى الجامعة للأوامر والنواهي (واعملي عمل أهلك) الأهل: أهل البيت، ولعل المراد هنا بأهل البيت الزوج، والأصل فيه القرابة، وقد أطلق على الأتباع.
وفي حديث أم سلمة: "ليس بك على أهلك هوان" (¬3). أراد بالأهل نفسه - صلى الله عليه وسلم -، ويحتمل أن المراد: واعملي مثل عمل أهلك، يعني: أقاربك، أي: اسلكي طريقهم.
¬__________
(¬1) لم أجده بهذا اللفظ. وقد أخرجه الترمذي (2398) وقال حسن صحيح، وابن ماجه (4023) والنسائي في "الكبرى" (7439) والحاكم 1/ 41 وقال: صحيح على شرط الشيخين. ولكن بدون ذكر الأولياء، وقد أورده السبكي في أحاديث "الإحياء" التي ليس لها أصل ص 6/ 357، ثم قال: المعروف في لفظه: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل".
وقال العراقي في "تخريج الإحياء" 4/ 28: أخرجه الترمذي وصححه والنسائي في "الكبرى" وابن ماجه من حديث سعد ابن أبي وقاص وقال: قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ فذكره دون ذكر الأولياء. وللطبراني من حديث فاطمة: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون" الحديث.
(¬2) في (ر): الفرض.
(¬3) أخرجه مسلم (1460).

الصفحة 689