تعالى كما في الفرائض (¬1).
قال المهلب: الأثرة بينة في هذا الحديث، وذلك أن ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم - لما استخدمته خادمًا فعلمها من تحميده وتسبيحه وتكبيره ما هو أنفع لها وأدوم للنفع، وآثر بذلك الفقراء الذين كانوا في المسجد قد أوقفوا أنفسهم لسماع العلم وضبط السنن مع شبع (¬2) بطونهم لا يرغبون في كسب مال ولا راحة عيال فكأنهم استأجروا أنفسهم من الله بالقوت، فكان إيثار النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم وحرمان ابنته دليلًا واضحًا على أن الخمس موقوف للآكد فالآكد، وليس على (¬3) من ذكر الله تعالى بالسوية (¬4) كما زعم الشافعي، انتهى (¬5).
ورواية مسلم في قوله لها: "ما ألفيتيه عندنا" (¬6). أي: ما وجدتيه عندنا يدل على أنه لم يؤثر أحدًا عليها بعد طلبها إلا أنها لما طلبت لم يكن بقي عنده منه شيئًا، وهذا لا يلزم منه الإيثار كما تقدم.
(قالت) فاطمة -رضي الله عنها-: (رضيت عن الله تعالى وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم -) وهذا يدل على كمال عقلها وتعاظم فضلها؛ إذ رضيت عن الله تعالى وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - حيث علمت أن ما عند الله خير وأبقى؛ فإن
¬__________
(¬1) "شرح صحيح البخاري" لابن بطال 5/ 271.
(¬2) في (ر): تشبع.
(¬3) سقط من الأصول وأثبتها من "شرح صحيح البخاري" لابن بطال 5/ 272؛ لحاجة السياق إليها.
(¬4) في (ر): ما سوته.
(¬5) "شرح صحيح البخاري" لابن بطال 5/ 272.
(¬6) (2728).