كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 12)

(ابن إسحاق) بن يسار صاحب "المغازي" (عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم) بن أبي العاص بن أمية ولد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قيل: سنة اثنتين من الهجرة، ولم ير النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن النبي نفى أباه إلى الطائف، فلم يزل بها حتى ولي عثمان، فرده إلى المدينة وقدمها هو وابنه.
(أنهم اصطلحوا) توضحه (¬1) رواية الإمام أحمد (¬2): هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله، وسهيل بن عمرو (على وضع الحرب) أي: على ترك القتال بينهم (عشر سنين يأمن فيهم) رواية أحمد: يأمن فيها (الناس) وأصله في الصحيحين في قصة الحديبية من غير ذكر المدة، قال البيهقي: المحفوظ أن المدة كانت عشر سنين كما رواه ابن إسحاق (¬3)، وروى في "الدلائل" (¬4) عن موسى بن عقبة وعروة في آخر الحديبية، وكان الصلح بينه وبين قريش سنتين، وقال: هو محمول على أن المدة قبل النقض وقعت هذا العدد، وهو صحيح، وأما أصل الصلح فكان على عشر سنين. قال: ورواه عاصم العمري عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: أنها كانت أربع سنين، وعاصم ضعفه البخاري (¬5) وغيره، لكن صححه من طريق الحاكم، كما حكاه شيخنا ابن حجر (¬6).
وقد استدل بهذا على أنه إذا كان بالمسلمين ضعف وخوف جازت المهادنة عشر سنين.
¬__________
(¬1) ساقطة من (ر).
(¬2) "مسند أحمد" 4/ 323.
(¬3) "دلائل النبوة" 4/ 162.
(¬4) انظر السابق.
(¬5) "التاريخ الكبير" 6/ 478 (3042).
(¬6) "التلخيص الحبير" 4/ 237.

الصفحة 72