كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 12)

فإن أذن في القعود قعدنا وإن لم يأذن قعدنا، فنزلت الآية هذِه (الآية) إلى المتقين، والآية التي بعدها، وهي {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ} إلى آخرها.
(نسختها) أي: والتي بعدها الآية (التي في) سورة (النور) التي أولها: ({إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ}) (¬1) الكاملون ({الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}) والناسخ منها: {فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ} (إلى قوله: {غَفُورٌ رَحِيمٌ}) قال ابن عطية: ليست آية النور بعد آية التوبة؛ لأن آية النور نزلت سنة أربع من الهجرة في غزوة الخندق في استئذان بعض المؤمنين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض شأنهم في بيوتهم في بعض الأوقات، فأباح الله له أن يأذن لهم فتباينت الآيتان في الوقت والمعنى، قال [الطبري] (¬2): وكان جماعة من أهل العلم يرون أن هاتين الآيتين منسوختان (¬3) بالآيتين التي في النور، وأسند عن الحسن، وعكرمة أنهما قالا في قوله: {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} إلى قوله: {فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} نسختها الآية التي في النور: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ} إلى قوله (¬4): {غَفُورٌ رَحِيمٌ} (¬5). قال: وهذا غلط. يعني لما تقدم، انتهى (¬6).
¬__________
(¬1) النور: 62.
(¬2) سقط من الأصول، والمثبت من "المحرر الوجيز".
(¬3) في (ل) , (ر): منسوختين. والمثبت هو الصواب.
(¬4) ساقطة من (ل).
(¬5) "تفسير الطبري" 14/ 276.
(¬6) "المحرر الوجيز" 3/ 43 - 44.

الصفحة 88