كتاب الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (اسم الجزء: 12)

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
قوله: "ولكن الكبر من بطر الحق": أي لكن الكبر كبرُ من بطر الحق، فأضمر كقوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} [البقرة: ١٧٧] أي لكن البر برُّ من آمن باللَّه.
وقوله: "غمط الناس" أي استخفّ الناس يقال: غَمِطَ بكسر الميم وفتحها. ذكره الخطابي.
وفي معناه ما رواه أبو ريحانة يقول: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "لا يدخل شيء من الكبر الجنة". قال: فقال قائل: يا رسول اللَّه، إني أُحب أن أتجمل بسير سوطي، وشسع نعلي؟ فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن ذلك ليس بالكبر، إن اللَّه عز وجل جميل يحب الجمال، إنما الكبر من سفهَ الحق، وغمصَ الناس بعينيه".
رواه أحمد (١٧٢٠٦) عن أبي المغيرة قال: حدّثنا حريز، قال: سمعت سعد بن مرثد الرحبي، قال: سمعت عبد الرحمن بن حوشب، يحدث عن ثوبان بن شهر، قال: سمعت كريب بن أبرهة وهو جالس مع عبد الملك بدير المُرّان، وذكروا الكبر، فقال كريب: سمعت أبا ريحانة يقول: فذكره.
وعبد الرحمن بن حوشب، وشيخه ثوبان بن شهر مجهولان من رجال التعجيل، ولم يوثّقهما غير ابن حبان، واعتمده الهيثمي فقال في المجمع (٥/ ١٣٣): "رواه أحمد ورجاله ثقات".

• عن أبي زميل قال: حدثني عبد اللَّه بن عباس قال: لما خرجتِ الحروريةُ أتيتُ عليًّا فقال: ائتِ هؤلاء القوم، فلبستُ أحسن ما يكون من حلل اليمن -قال أبو زميل: وكان ابن عباس رجلا جميلا جهيرا- قال ابن عباس: فأتيتهم فقالوا: مرحبا بك يا ابن عباس، ما هذه الحلة؟ قال: ما تعيبون علي؟ لقد رأيت على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أحسن ما يكون من الحلل.
حسن: رواه أبو داود (٤٠٣٧)، والحاكم (٢/ ١٥٠)، والبيهقي (٨/ ١٧٩) كلهم من حديث عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، حدّثنا عكرمة بن عمار، حدّثنا أبو زميل، فذكره. واللفظ لأبي داود. وذكره الحاكم مطولا.
وإسناده حسن من أجل عكرمة بن عمار فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يختلط.
وروي عن رجل من أبناء أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن أبيه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر عليه تواضعا، كساه اللَّه حلة الكرامة، ومن زوج للَّه تعالى توَّجه اللَّه تاج الملك".
رواه أبو داود (٤٧٧٨) من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد بن وهب، عن رجل من أبناء أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، عن أبيه، فذكره. وابن الصحابي مجهول لا يعرف من هو؟

٢ - باب الأمر أن يُرى أثر النعمة في اللباس خاصة
• عن مالك بن نضلة الجُشمي قال: أتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في ثوبٍ دُونٍ، فقال: "ألك

الصفحة 6