كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 12)

شاكِرُونَ}، يعني: فهل أنتم مخلصون، لكي تخلصوا إليه بالتوحيد (¬١). (ز)

٤١٨٢٨ - قال يحيى بن سلّام: {لعلكم تُسلمون}: لكي تُسلموا. قال: إن أسلمتم تمَّت عليكم النعمة بالجنة، وإن لم تسلموا لم يُتِمَّ نعمته عليكم (¬٢). (ز)


{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (٨٢)}
٤١٨٢٩ - قال مقاتل بن سليمان: {فَإنْ تَوَلَّوْا} يقول: فإن أعرضوا عن التوحيد {فَإنَّما عَلَيْكَ البَلاغُ المُبِينُ} يقول: عليك يا محمد - صلى الله عليه وسلم - أن تُبَلِّغ وتُبَيِّن لهم أن الله - عز وجل - واحد، لا شريك له (¬٣). (ز)

٤١٨٣٠ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين}، وكان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم [٣٧١٩]. يقول: وليس عليك أن تهديهم، كقوله: {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء} [البقرة: ٢٧٢] (¬٤). (ز)

{يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (٨٣)}

نزول الآية:
٤١٨٣١ - عن مجاهد بن جبر: أنّ أعرابيًّا أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فسأَله، فقرَأ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {والله جعل لكم من بيوتكم سكنًا}. قال الأعرابي: نعم. {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتًا تستخفونها}. قال الأعرابي: نعم. ثم قرَأ عليه، كلَّ ذلك يقول: نعم. حتى بلَغ: {كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون}. فوَلّى الأعرابي؛ فأنزَل الله: {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون} (¬٥). (٩/ ٩٣)
---------------
[٣٧١٩] قال ابنُ عطية (٥/ ٣٩٥): «هذه الآية فيها مُوادَعة، نسختها آية السيف».
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٨٠.
(¬٢) تفسير يحيى بن سلام ١/ ٨٠.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٨١.
(¬٤) تفسير يحيى بن سلام ١/ ٨٠.
(¬٥) أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٤/ ٥١٠ - .

الصفحة 632