كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 12)

{مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ}

٤٢١٠٤ - قال مقاتل بن سليمان: {مِن رَبِّكَ بِالحَقِّ} لم ينزله باطلًا (¬١) [٣٧٤٥]. (ز)

{لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (١٠٢)}
٤٢١٠٥ - قال مقاتل بن سليمان: {لِيُثَبِّتَ} يعني: ليستيقن {الَّذِينَ آمَنُوا} يعني: صدَّقوا بما في القرآن من الثواب، {وهُدىً} من الضلالة، {وبُشْرى} لما فيه من الرحمة {لِلْمُسْلِمِينَ} يعني: المخلصين بالتوحيد (¬٢). (ز)


{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣)}
نزول الآية:
٤٢١٠٦ - عن عبيد الله (¬٣) بن مسلم الحضرميِّ -من طريق حصين بن عبد الرحمن- قال: كان لنا عبدان من أهل عين التَّمر، يقال لأحدهما: يسار (¬٤). وللآخر: جَبر. وكانا يصنعان السيوف بمكة، وكانا يقرآن الإنجيل (¬٥)، فربما مرَّ بهما النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهما يقرآن، فيقف ويستمع، فقال المشركون: إنما يتعلَّم منهما. فنزلت: {لسان الذي يلحدون إليه} الآية (¬٦). (٩/ ١١٦)
---------------
[٣٧٤٥] قال ابنُ عطية (٥/ ٤٠٨): «وقوله: {بالحق} أي: مع الحق في أوامره ونواهيه وأحكامه ومصالحه وأخباره. ويحتمل أن يكون قوله بالحق بمعنى: حقًّا. ويحتمل أن يريد بالحق: في أن ينزل، أي: أنه واجب لمعنى المصلحة أن ينزل. وعلى هذا الاحتمال اعتراضات عند أصحاب الكلام على أصول الدين».
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٨٧.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٨٧.
(¬٣) عند ابن جرير والسيوطي: عبد الله، ولعل الراجح ما أثبتاه كما في معجم ابن قانع ٢/ ١٨١، وشعب الإيمان ١/ ١٥٩، وينظر: تهذيب الكمال ١٩/ ١٥٧.
(¬٤) زاد البغوي في تفسيره ٥/ ٤٤: ويكنى: أبا فكيهة.
(¬٥) زاد البغوي في تفسيره ٥/ ٤٤: والتوراة.
(¬٦) أخرجه ابن قانع في معجمه ٢/ ١٨١، والبيهقي في شعب الإيمان ١/ ٢٩١ - ٢٩٢ (١٣٦)، ومجاهد في تفسيره ص ٤٢٥ - ٤٢٦، وابن جرير ١٤/ ٣٦٧، وعبد بن حميد وابن أبي حاتم -كما في الإصابة ١/ ٥٦٢ - . من طريق هشيم، عن حصين، عن عبد الله بن مسلم الحضرمي به.
إسناده ضعيف؛ رجاله ثقات، لكن فيه هشيم بن بشير، قال عنه ابن حجر في التقريب (٧٣١٢): «ثقة، ثبت، كثير التدليس والإرسال الخفي». وقد عنعن ولم يصرّح بالسماع.

الصفحة 686