كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 12)

{أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (١٠٨)}
٤٢١٦١ - قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبر عنهم، فقال سبحانه: {أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ} يعني: ختم الله {عَلى قُلُوبِهِمْ} بالكفر، {و} على {سَمْعِهِمْ و} على {أبْصارِهِمْ} فهم لا يسمعون الهدى، ولا يبصرونه، {وأُولئِكَ هُمُ الغافِلُونَ} عن الآخرة (¬١).


{لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (١٠٩)}
٤٢١٦٢ - قال مقاتل بن سليمان: {لا جَرَمَ} قسمًا حقًّا (¬٢). (ز)

٤٢١٦٣ - قال يحيى بن سلّام: {لا جرم} وهذا وعيد {أنهم في الآخرة هم الخاسرون} خسروا أنفسهم أن يغنموها؛ فصاروا في النار، وخسروا أهليهم من الحور العين، فهو الخسران المبين. وتفسيره في سورة الزمر (¬٣). (ز)


{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٠)}
نزول الآية:
٤٢١٦٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: نزلت هذه الآية في مَن كان يُفتن مِن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا} (¬٤). (٩/ ١٢٥)
---------------
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٨٩.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٨٩.
(¬٣) تفسير يحيى بن سلام ١/ ٩٣. يشير إلى قوله تعالى: {قُلْ إنَّ الخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أنْفُسَهُمْ وأَهْلِيهِمْ يَوْمَ القِيامَةِ ألا ذَلِكَ هُوَ الخُسْرانُ المُبِينُ (١٥) لَهُمْ مِن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النّارِ ومِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [الزمر: ١٥ - ١٦].
(¬٤) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٩/ ٢٤ (١٧٧٥٧). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه، من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف؛ فيه حكيم بن جبير الأسدي، قال عنه ابن حجر في التقريب (١٤٦٨): «ضعيف».

الصفحة 699