كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 12)

٤٢١٦٥ - عن عبد الله بن عباس، قال: كان قومٌ من أهل مكة قد أسلموا، وكانوا يَسْتَخْفُون بالإسلام؛ فنزلت فيهم: {ثم إن ربك للذين هاجروا} الآية. فكتبوا إليهم بذلك: أنّ الله قد جعل لكم مخرجًا؛ فاخرجوا. فأدركهم المشركون، فقاتلوهم حتى نجا مَن نجا، وقُتِل مَن قُتِل (¬١). (٩/ ١٢٥)

٤٢١٦٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: كان قوم مِن أهل مكة أسلموا، وكانوا يستخفون بالإسلام، فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم، فأصيب بعضهم، وقتل بعض، فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين، وأُكْرِهوا؛ فاستغفروا لهم. فنزلت: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} إلى آخر الآية [النساء: ٩٧]. قال: وكتب إلى مَن بقي بمكة من المسلمين هذه الآية؛ لا عذر لهم. قال: فخرجوا، فلحقهم المشركون، فأعطوهم الفتنة؛ فنزلت هذه الآية: {ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله} إلى آخر الآية [العنكبوت: ١٠]. فكتب المسلمون إليهم بذلك، فخرجوا، وأيسوا من كل خير، ثم نزلت فيهم: {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا، ثم جاهدوا وصبروا، إن ربك من بعدها لغفور رحيم}. فكتبوا إليهم بذلك: إنّ الله قد جعل لكم مخرجًا. فخرجوا، فأدركهم المشركون، فقاتلوهم، ثم نجا من نجا، وقُتِل مَن قُتِل (¬٢) [٣٧٥١]. (ز)

٤٢١٦٧ - عن عمر بن الحكم -من طريق عبد الحكيم بن صهيب- قال: كان عمار بن ياسر يُعذَّب حتى لا يدري ما يقول، وكان صهيب يُعَذَّب حتى لا يدري ما يقول، وكان أبو فُكَيهة يُعَذَّب حتى لا يدري ما يقول، وبلال، وعامر بن فُهَيرة، وقوم
---------------
[٣٧٥١] علَّقَ ابنُ عطية (٥/ ٤١٦) على هذا القول قائلًا: «جاءت هذه الرواية هكذا أنهم بعد نزول الآية خرجوا، فيجيء الجهاد الذي ذكر في الآية جهادهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وروت طائفة أنهم خرجوا وأتبعوا، وجاهدوا متبعيهم، فقتل من قتل، ونجا من نجا؛ فنزلت الآية حينئذ. فمعنى الجهاد المذكور: جهادهم لمتبعيهم».
_________
(¬١) عزاه السيوطي إلى ابن مَرْدُويَه.
(¬٢) أخرجه البزار، كما في كشف الأستار ٣/ ٤٦ (٢٢٠٤)، والضياء في المختارة ١٢/ ١٩٧ - ١٩٨ (٢١٥)، وابن جرير ٧/ ٣٨١ - ٣٨٢، ١٤/ ٣٧٩ - ٣٨٠، ١٨/ ٣٦٦ واللفظ له.
قال الهيثمي في المجمع ٧/ ١١ (١٠٩٤٨): «رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن شريك، وهو ثقة».

الصفحة 700