كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 12)

{كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ}
٤٢٢٠١ - قال مقاتل بن سليمان: {كانت ءامنة مطمئنة} أهلُها مِن القتل والسبي، {يأتيها رزقها رغدا} يعني: ما شاءوا {من كل مكان} يعني: مِن كل النواحي؛ من اليمن، والشام، والحبش (¬١). (ز)


{فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ}

٤٢٢٠٢ - قال مقاتل بن سليمان: ثم بعث فيهم محمد - صلى الله عليه وسلم - رسولًا، يدعوهم إلى معرفة رب هذه النِّعم، وتوحيده -جل ثناؤه-، فإنّه من لم يوحده لا يعرفه، {فكفرت بأنعم الله} حين لم يوحدوه، وقد جعل الله لهم الرزق والأمن في الجاهلية. نظيرها في القصص والعنكبوت قوله سبحانه: {يجبى إليه ثمرات كل شيء} [القصص: ٥٧]، وقوله - عز وجل - في العنكبوت [٦٧]: {أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم} (¬٢). (ز)
٤٢٢٠٣ - قال يحيى بن سلّام: {فكفرت بأنعم الله} كفروا بأنعم الله، فكذبوا رسوله ولم يشكروا، وهم {الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار} [إبراهيم: ٢٨] (¬٣). (ز)


{فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (١١٢)}
٤٢٢٠٤ - عن قتادة بن دعامة، في قوله: {فأذاقها الله لباس الجوع والخوف}، قال: فأخذهم الله بالجوع، والخوف، والقتل (¬٤). (٩/ ١٢٧)

٤٢٢٠٥ - قال مقاتل بن سليمان: {فأذاقها الله} في الإسلام ما كان دفع عنها في الجاهلية {لباس الجوع} سبع سنين، {والخوف} يعني: القتل؛ {بما كانوا
---------------
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٩٠.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٩٠.
(¬٣) تفسير يحيى بن سلام ١/ ٩٥.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى ابن جرير، وابن أبي حاتم. وهو عند ابن جرير في تفسير قوله: {فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون} ١٤/ ٣٨٧ كما سيأتي.

الصفحة 709