كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 12)

٤٢٢٢٢ - قال مقاتل بن سليمان: {فمن اضطر} إلى شيء مما حرم الله - عز وجل - في هذه الآية {غير باغ} يستحلها في دينه، {ولا عاد} يعني: ولا مُعْتَدٍ لم يضطر إليه فأكله [٣٧٥٩]؛ {فإن الله غفور} لما أصاب من الحرام، {رحيم} بهم حين أحل لهم عند الاضطرار (¬١) [٣٧٦٠]. (ز)


{وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ}

٤٢٢٢٣ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام}، قال: في البحيرة، والسائبة (¬٢) [٣٧٦١]. (٩/ ١٢٨)
٤٢٢٢٤ - قال مقاتل بن سليمان: ثم عاب مَن حرم ما أحل الله - عز وجل -، فقال سبحانه: {ولا تقولوا لما تصف} يعني: لما تقول {ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام} يعني: ما حرموا للآلهة من الحرث والأنعام، وما أحَلُّوا منها (¬٣). (ز)

٤٢٢٢٥ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام} لما حرموا مِن الأنعام والحرث، وما استحلوا مِن أكل
---------------
[٣٧٥٩] قال ابنُ عطية (٥/ ٤٢٢): «وقوله: {فمن اضطر} قالت فرقة: معناه: أكره. وقال الجمهور: معناه: اضطره جوع واحتياج».
[٣٧٦٠] ذكر ابنُ عطية (٥/ ٤٢٢) في قوله: {غير باغ ولا عاد} ثلاثة أقوال: الأول: أن الباغي هو صاحب البغي على الإمام، أو في قطع الطريق، وبالجملة في سفر المعاصي، والعادي بمعناه في أنه ينوي المعصية. الثاني: أن قوله {غير باغ} معناه: غير مستعمل لهذه المحرمات مع وجود غيرها، وقوله: {ولا عاد} أي: لا يعدو حدود الله في هذا. الثالث: أن معناه: باغٍ وعادٍ في الشبع والتزود.
ورجّح القولَ الثاني لعمومه بقوله: «وهذا القول أرجح وأعم في الرخصة».
[٣٧٦١] لم يذكر ابنُ جرير (١٤/ ٣٩١) غير قول مجاهد.
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٩١.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ١٤/ ٣٩٠ - ٣٩١، ومن طريق ابن جريج بلفظ: البحائر: السُّيَّبُ. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٩١.

الصفحة 713