كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 12)

الميتة (¬١) [٣٧٦٢]. (ز)


{لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ}

٤٢٢٢٦ - قال مقاتل بن سليمان: {لتفتروا على الله الكذب}، يعني: يزعمون أن الله - عز وجل - أمَرَهم بتحريم الحرث والأنعام (¬٢) [٣٧٦٣]. (ز)

{إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (١١٦)}
٤٢٢٢٧ - قال مقاتل بن سليمان: ثم خوَّفهم، فقال سبحانه: {إن الذين يفترون على الله الكذب} بأنه أمر بتحريمه {لا يفلحون} في الآخرة، يعني: لا يفوزون (¬٣). (ز)

٤٢٢٢٨ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون}، وهي كقوله: {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل ءالله أذن لكم أم على الله تفترون} [يونس: ٥٩] (¬٤). (ز)
آثار متعلقة بالآية:
٤٢٢٢٩ - عن عبد الله بن مسعود -من طريق عطاء بن السائب، عن غير واحد من أصحابه- قال: عسى رجل أن يقول: إنّ الله أمر بكذا، ونهى عن كذا. فيقول الله - عز وجل -
---------------
[٣٧٦٢] قال ابنُ عطية (٥/ ٤٢٣): «هذه مخاطبة للكفار الذين حرَّموا البحائر والسوائب، وأحلوا ما في بطون بعض الأنعام وإن كانت ميتة، يدل على ذلك قوله حكاية عنهم: {وإنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ} [الأنعام: ١٣٩]، والآية تقتضي كل ما كان لهم من تحليل وتحريم، فإنه كله افتراء منهم، ومنه ما فعلوه في الشهور».
[٣٧٦٣] قال ابنُ عطية (٥/ ٤٢٤): «وقوله: {لِتَفْتَرُوا عَلى اللَّهِ الكَذِبَ} إشارة إلى قولهم في فواحشهم التي هذه إحداها: {وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها}. ويحتمل أن يريد: أنّه كان شرعهم؛ لاتباعهم سننًا لا يرضاها الله افتراء عليه؛ لأنّ مَن شرع أمرًا فكأنه قال لأتباعه: هذا هو الحق، وهذا مراد الله».
_________
(¬١) تفسير يحيى بن سلام ١/ ٩٥.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٩١.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٩١.
(¬٤) تفسير يحيى بن سلام ١/ ٩٥.

الصفحة 714