كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 12)

{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦)}
نزول الآية:
٤٢٣١٠ - عن أُبَيِّ بن كعب، قال: لَمّا كان يوم أحد أُصِيب من الأنصار أربعة وستون رجلًا، ومن المهاجرين ستة، منهم حمزة، فمثَّلوا بهم، فقالت الأنصار: لئِن أصَبنا منهم يومًا مثل هذا لَنُرْبِيَنَّ (¬١) عليهم. فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عُوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين}. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نصبر ولا نعاقِب، كُفُّوا عن القوم إلا أربعة» (¬٢). (٩/ ١٣٤)

٤٢٣١١ - عن أبي هريرة، أنّ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - وقف على حمزة حين استُشْهِد، فنظر إلى منظر لم ينظُر إلى شيء قط كان أوجع لقلبه منه، ونظر إليه قد مُثِّل به، فقال: «رحمة الله عليك، فإنّك كنتَ -ما علمتُ- وصولًا للرحم، فَعُولًا للخيرات، ولولا حزن مَن بعدَك عليك لسَرَّني أن أترُكَك حتى يحشُرَك الله مِن أرواح شتّى، أما واللهِ، لأُمَثِّلنَّ بسبعين منهم مكانك». فنزل جبريل والنبي - صلى الله عليه وسلم - واقف بخواتيم النحل: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عُوقبتم} الآية، فكفَّر النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - عن يمينه، وأمسك عن الذي أراد وصبر (¬٣). (٩/ ١٣٤)

٤٢٣١٢ - عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم قُتل حمزة ومُثِّل به: «لئِن ظَفِرْتُ بقريش لأُمثِّلَّن بسبعين رجلًا منهم». فأنزل الله: {وإن عاقبتم} الآية.
---------------
(¬١) لنربين: لنزيدن ولنُضاعفنَّ. النهاية (ربا) ٢/ ١٩٢.
(¬٢) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ٣٥/ ١٥٣ - ١٥٤ (٢١٢٣٠)، والترمذي ٥/ ٣٥٦ - ٣٥٧ (٣٣٩٥)، وابن حبان ٢/ ٢٣٩ (٤٨٧)، والحاكم ٢/ ٣٩١ (٣٣٦٨)، ٢/ ٤٨٤ (٣٦٦٧).
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي في التلخيص.
(¬٣) أخرجه الحاكم ٣/ ٢١٨ (٤٨٩٤)، وابن المنذر في تفسيره ٢/ ٤٤٧ (١٠٦٥).
قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٢/ ٩١٠ (١٨٦٥): «رواه صالح بن بشير المري، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة. وصالح يرويه عن التيمي وحده. وهو واهي الحديث، أعني: صالح». قال الذهبي في التلخيص: «صالح واه». وقال ابن كثير في تفسيره ٤/ ٦١٤ عن رواية البزار: «وهذا إسناد فيه ضعف؛ لأن صالحًا -هو ابن بشير المري- ضعيف عند الأئمة. وقال البخاري: هو منكر الحديث». وقال الهيثمي في المجمع ٦/ ١١٩ (١٠١٠٤): «رواه البزار، والطبراني، وفيه صالح بن بشير المري، وهو ضعيف». وقال ابن حجر في الفتح ٧/ ٣٧١: «وروى البزار والطبراني بإسناد فيه ضعف ... ». وقال الألباني في الضعيفة ٢/ ٢٨ (٥٥٠): «ضعيف».

الصفحة 729