كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 12)

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بل نصبر، يا ربِّ». فصبر، ونهى عن المُثْلَة (¬١). (٩/ ١٣٥)

٤٢٣١٣ - عن عامر الشعبي -من طريق داود بن أبي هند- قال: لَمّا كان يوم أحد، وانصرف المشركون، فرأى المسلمون بإخوانهم مُثْلَة سيئة؛ جعلوا يُقَطِّعون آذانهم وآنافهم، ويَشُقُّون بطونهم، فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لئِن أنالنا الله منهم لنفعلَنَّ ولنفعلَنَّ. فأنزل الله: {وإن عاقبتم فعاقبوا} الآية. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بل نصبر» (¬٢). (٩/ ١٣٥)

٤٢٣١٤ - عن عطاء بن يسار -من طريق محمد بن إسحاق، عن بعض أصحابه- قال: نزلت سورة النحل كلُّها بمكة، إلا ثلاث آيات مِن آخرها نزلت بالمدينة بعد أُحد، حيث قُتل حمزة ومُثِّل به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لئِن ظهرنا عليهم لنُمَثِّلنَّ بثلاثين رجلًا منهم». فلما سمع المسلمون بذلك قالوا: واللهِ، لئن ظهرنا عليهم لنُمثِّلنَّ بهم مُثلَةً لم يُمَثِّلها أحد من العرب بأحد قط. فأنزل الله: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عُوقبتم به} إلى آخر السورة (¬٣). (٩/ ١٣٦)

٤٢٣١٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} قال: مُثِّلَ بالمسلمين يوم أحد، فقال: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} إلى قوله: {لهو خير للصابرين}. ثم قال بعد: {واصبر وما صبرك إلا بالله} (¬٤). (ز)

٤٢٣١٦ - قال مقاتل بن سليمان: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به}، وذلك أنّ كفار مكة قتلوا يوم أحد طائفةً من المؤمنين، ومثَّلوا بهم، منهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ بَقَروا بطنه، وقطعوا مذاكيره، وأدخلوها في فيه، وحنظلة ابن أبي عامر غسيل الملائكة، فحلف المسلمون للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لئن دالنا الله - عز وجل -
---------------
(¬١) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار ٣/ ١٨٣ (٥٠٢٣)، والبيهقي في دلائل النبوة ٣/ ٢٨٨. وأخرجه الطبراني في الكبير ١١/ ٦٢ (١١٠٥١) بلفظ: «لأمثلن بثلاثين رجلًا منهم».
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ١/ ٤٢٨: «إسناده ضعيف من قبل قيس -هو ابن الربيع-». وقال الهيثمي في المجمع ٦/ ١٢٠ (١٠١٠٧): «رواه الطبراني، وفيه أحمد بن أيوب بن راشد، وهو ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ٢/ ٢٨: «سنده ضعيف».
(¬٢) أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/ ٣٨٩ واللفظ له، وابن جرير ١٤/ ٤٠٢ وقال في آخره: قالوا: بل نصبر. ولم يرفعه. وعلَّقه مرفوعًا عن سعيد عن قتادة عن هرم بن حيان ١٤/ ٤١٠.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٤/ ٤٠٣. وعزاه السيوطي إلى ابن إسحاق.
(¬٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٦١، وابن جرير ١٤/ ٤٠٣.

الصفحة 730