كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 12)

إليهم من الشَّمارِيخ (¬١) إذا جدَّ نخلهُ، فإذا كالهُ زكّاةُ (¬٢). وهُو قولُ عَطاءٍ، وسعِيدِ بن جُبيرٍ (¬٣). أوجبُوا عِندَ الصِّرام والحصادِ شيئًا سِوَى الزَّكاةِ، ثُمَّ الزَّكاةَ.
ورُوِي عنِ ابن عُمر نحوُهُ، قال: يُعطُونَ منِ اعتَرَّ (¬٤) بهُمُ الشَّيء (¬٥).
وقال الرَّبِيعُ بن أنسٍ: هُو إلقاءُ السُّنبُلِ (¬٦). ونحوُهُ عن عليِّ بن الحُسينِ (¬٧).
وهذا كلُّهُ في معنى قولِ مُجاهِدٍ.
وقالت طائفةٌ: هذه الآيةُ منسُوخةٌ، نزلت قبلَ نُزُولِ الزَّكاةِ، لأنَّ السُّورةَ مكِّيَّة. قالوا: لم تَنزِل آيةُ الزَّكاةِ إلّا بالمدِينةِ، قولَهُ: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} الآيةَ [التوبة: ١٠٣]. وقولَهُ: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: ٤٣] ونحوَ هذا.
ومِمَّن قال: إنَّ الآيةَ منسُوخةٌ بالزَّكاةِ: العُشرُ، أو نِصفُ العُشرِ: محمدُ بن الحنفِيَّةِ، ومحمدُ بن عليِّ بن الحُسينِ، وإبراهيمُ النَّخعِيُّ، والسُّدِّيُّ، وعطِيَّةُ العَوْفِيُّ (¬٨).
---------------
(¬١) الشماريخ: جمع شمراخ: هو العذق، أو الغصن، وهو العثكال عليه بسر، أو العنقود عليه عنب. انظر: المعجم الوسيط، ص ٤٩٣.
(¬٢) أخرجه أبو عبيد في ناسخه، ص ٣٢ - ٣٣، وابن أبي شيبة في المصنَّف (١٠٥٨٠)، والطبري في تفسيره ١٢/ ١٦٣ (١٣٩٩٢).
(¬٣) أخرجه الطبري في تفسيره ١٢/ ١٦٢ - ١٦٣ (١٣٩٨٩، ١٣٩٩٠)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٣٩٧.
(¬٤) اعتر: تعرض للمعروف من غير أن يسأل. انظر: المعجم الوسيط، ص ٥٩٢.
(¬٥) أخرجه الطبري في تفسيره ١٢/ ١٦٥ (١٤٠٠١)، والطبراني في الأوسط (٦٠٤١)، والبيهقي في الكبرى ٤/ ١٣٢.
(¬٦) أخرجه الطبري في تفسيره ١٢/ ١٦٧ (١٤٠١٢)، وفيه: هو لقط السنبل.
(¬٧) انظر: تفسير الطبري ١٢/ ١٦٢ (١٣٩٨٥)، والناسخ والمنسوخ للنحاس، ص ٤٢٣.
(¬٨) انظر: مصنَّف ابن أبي شيبة (١٠٥٧٣) و (١٠٥٧٤)، و (١٠٥٨١)، و (١٠٥٨٤)، و (١٠٥٨٦)، وتفسير الطبري ١٢/ ١٦٨ - ١٧٠، وتفسير ابن أبي حاتم ٥/ ١٣٩٨، والناسخ والمنسوخ للنحاس، ص ٤٢٠ - ٤٢١.

الصفحة 525