كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 12)

(قَوْله بَاب مِيرَاث ابْنة بن مَعَ ابْنَةٍ)
فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ مَعَ بِنْتٍ قَوْلُهُ حَدَّثَنَا أَبُو قَيْسٍ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَرْوَانَ بِفَتْحِ الْمُثَلَّثَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَهُزَيْلٌ بِالزَّايِ مُصَغَّرٌ وَوَقَعَ فِي كُتُبِ كَثِيرٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ هُذَيْلٌ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَهُوَ تَحْرِيفٌ هُوَ بن شُرَحْبِيلَ وَهُوَ وَالرَّاوِي عَنْهُ كُوفِيَّانِ أَوْدِيَّانِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ أَبِي قَيْسٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَوْلُهُ سُئِلَ أَبُو مُوسَى فِي رِوَايَةِ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عِنْدَ النَّسَائِيِّ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَهُوَ الْأَمِيرُ وَإِلَى سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيِّ فَسَأَلَهُمَا وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي قَيْسٍ لَكِنْ لَمْ يَقُلْ وَهُوَ الْأَمِيرُ وَكَذَا لِلتِّرْمِذِيِّ وبن مَاجَهْ وَالطَّحَاوِيِّ وَالدَّارِمِيِّ مِنْ طُرُقٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِزِيَادَةِ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ مَعَ أَبِي مُوسَى وَقَدْ ذَكَرُوا أَنَّ سَلْمَانَ الْمَذْكُورَ كَانَ على قَضَاء الْكُوفَة قَوْله وائت بن مَسْعُودٍ فَسَيُتَابِعُنِي فِي رِوَايَةِ الْأَعْمَشِ وَالثَّوْرِيِّ الْمُشَارِ إِلَيْهِمَا فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى وسلمان بن رَبِيعَةَ وَفِيهَا أَيْضًا فَسَيُتَابِعُنَا وَهَذَا قَالَهُ أَبُو مُوسَى عَلَى سَبِيلِ الظَّنِّ لِأَنَّهُ اجْتَهَدَ فِي الْمَسْأَلَة وَوَافَقَهُ سلمَان فَظن أَن بن مَسْعُودٍ يُوَافِقُهُمَا وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ سَبَبُ قَوْلِهِ ائْتِ بن مَسْعُودٍ الِاسْتِثْبَاتَ قَوْلُهُ فَقَالَ لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذًا قَالَهُ جَوَابًا عَنْ قَوْلِ أَبِي مُوسَى إِنَّهُ سَيُتَابِعُهُ وَأَشَارَ إِلَى أَنَّهُ لَوْ تَابَعَهُ لَخَالَفَ صَرِيحَ السُّنَّةِ عِنْدَهُ وَأَنَّهُ لَوْ خَالَفَهَا عَامِدًا لَضَلَّ قَوْلُهُ أَقْضِي فِيهَا بِمَا قَضَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَةِ الدَّارَقُطْنِيِّ مِنْ طَرِيقِ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَن بن مَرْوَان فَقَالَ بن مَسْعُودٍ كَيْفَ أَقُولُ يَعْنِي مِثْلَ قَوْلِ أَبِي مُوسَى وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول فَذكره قَوْله فأتينا أَبَا مُوسَى فَأَخْبَرنَاهُ بقول بن مَسْعُودٍ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ هُزَيْلًا الرَّاوِيَ توجه مَعَ السَّائِل إِلَى بن مَسْعُودٍ فَسَمِعَ جَوَابَهُ فَعَادَ إِلَى أَبِي مُوسَى مَعَهُمْ فَأَخْبَرُوهُ قَوْلُهُ لَا تَسْأَلُونِي مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَبِكَسْرِهَا أَيْضًا وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ وَرَجَّحَ الْكَسْرَ وَجَزَمَ الْفَرَّاءُ بِأَنَّهُ بِالْكَسْرِ وَقَالَ سُمِّيَ بِاسْمِ الْحَبْرِ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْهَرَوِيُّ هُوَ الْعَالِمُ بِتَحْبِيرِ الْكَلَامِ وَتَحْسِينِهِ وَهُوَ بِالْفَتْحِ فِي رِوَايَةِ جَمِيعِ الْمُحَدِّثِينَ وَأَنْكَرَ أَبُو الْهَيْثَمِ الْكَسْرَ وَقَالَ الرَّاغِبُ سُمِّيَ الْعَالِمُ حَبْرًا لِمَا يَبْقَى مِنْ أَثَرِ عُلُومِهِ وَكَانَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ فِي زمن عُثْمَان لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي أَمَّرَ أَبَا مُوسَى عَلَى الْكُوفَةِ وَكَانَ بن مَسْعُودٍ قَبْلَ ذَلِكَ أَمِيرَهَا ثُمَّ عُزِلَ قَبْلَ ولَايَة أبي مُوسَى عَلَيْهَا بِمدَّة قَالَ بن بَطَّالٍ فِيهِ أَنَّ الْعَالِمَ يَجْتَهِدُ إِذَا ظَنَّ أَنْ لَا نَصَّ فِي الْمَسْأَلَةِ وَلَا يَتَوَلَّى الْجَوَابَ إِلَى أَنْ يَبْحَثَ عَنْ ذَلِكَ وَفِيهِ أَنَّ الْحُجَّةَ عِنْدَ التَّنَازُعِ سُنَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَجِبُ الرُّجُوعُ إِلَيْهَا وَفِيهِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الْإِنْصَافِ

الصفحة 17