كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 12)

(قَوْلُهُ بَابُ الْمَفَاتِيحِ فِي الْيَدِ)
أَيْ إِذَا رؤيت فِي الْمَنَامِ قَالَ أَهْلُ التَّعْبِيرِ الْمِفْتَاحُ مَالٌ وَعز وسلطان فَمن رأى أَنه فتح بَاب بِمِفْتَاحٍ فَإِنَّهُ يَظْفَرُ بِحَاجَتِهِ بِمَعُونَةِ مَنْ لَهُ بَأْسٌ وَإِنْ رَأَى أَنَّ بِيَدِهِ مَفَاتِيحَ فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا عَظِيما وَذكر فِيهِ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَاضِي فِي بَابِ رُؤْيَا اللَّيْلِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْهُ بِلَفْظِ

[7013] بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ وَفِيهِ وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْبَابِ الْمَذْكُورِ بِلَفْظِ وَبَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ الْبَارِحَةَ قَوْلُهُ فِي آخِرِهِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ قَالَ مُحَمَّدٌ فَقَالَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ لَا مُنَافَاةَ لِأَنَّهُ اسْمُهُ وَالْقَائِلُ هُوَ الْبُخَارِيُّ وَالَّذِي يَظْهَرُ لِي أَنَّ الصَّوَابَ مَا عِنْدَ كَرِيمَةَ فَإِنَّ هَذَا الْكَلَامَ ثَبَتَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَقَدْ سَاقَهُ الْبُخَارِيُّ هُنَا مِنْ طَرِيقِهِ فَيَبْعُدُ أَنْ يَأْخُذَ كَلَامَهُ فَيَنْسُبُهُ لِنَفْسِهِ وَكَأَنَّ بَعْضَهُمْ لَمَّا رَأَى وَقَالَ مُحَمَّدٌ ظَنَّ أَنَّهُ الْبُخَارِيُّ فَأَرَادَ تَعْظِيمَهُ فَكَنَّاهُ فَأَخْطَأَ لِأَنَّ مُحَمَّدًا هُوَ الزُّهْرِيُّ وَلَيْسَتْ كُنْيَتُهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بَلْ هُوَ أَبُو بَكْرٍ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى جَوَامِعِ الْكَلِمِ وَسَيَأْتِي الْحَدِيثُ فِي الِاعْتِصَام ان شَاءَ الله تَعَالَى

(قَوْلُهُ بَابُ التَّعْلِيقِ بِالْعُرْوَةِ وَالْحَلْقَةِ)
ذَكَرَ فِيهِ حَدِيث عبد الله بن سَلام

[7014] رَأَيْت كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ قَبْلَ هَذَا بِأَرْبَعَةِ أَبْوَابٍ أَتَمَّ مِنْ هَذَا وَتَقَدَّمَ شَرْحُهُ هُنَاكَ قَالَ أَهْلُ التَّعْبِيرِ الْحَلْقَةُ وَالْعُرْوَةُ الْمَجْهُولَةُ تَدُلُّ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهَا عَلَى قُوَّتِهِ فِي دِينِهِ وإخلاصه فِيهِ

(قَوْلُهُ بَابُ عَمُودِ الْفُسْطَاطِ)
الْعَمُودُ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَعْمِدَةٌ وَعُمُدٌ بِضَمَّتَيْنِ وَبِفَتْحَتَيْنِ مَا تُرْفَعُ بِهِ الْأَخْبِيَةُ مِنَ الْخَشَبِ وَيُطْلَقُ أَيْضًا عَلَى مَا يُرْفَعُ بِهِ الْبُيُوتُ مِنْ حِجَارَةٍ كَالرُّخَامِ وَالصَّوَّانِ وَيُطْلَقُ عَلَى مَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيدٍ وَغَيْرِهِ وَعَمُودُ الصُّبْحِ ابْتِدَاءُ ضَوْئِهِ وَالْفُسْطَاطُ بِضَمِّ الْفَاءِ وَقَدْ تُكْسَرُ وَبِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ مُكَرَّرَةً وَقَدْ تُبْدَلُ الْأَخِيرَةُ سِينًا مُهْمَلَةً وَقَدْ تُبْدَلُ التَّاءُ طَاءً مُثَنَّاةً فِيهِمَا وَفِي أَحَدِهِمَا وَقَدْ تُدْغَمُ التَّاءُ الْأُولَى فِي السِّينِ وَبِالسِّينِ

الصفحة 401