كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 12)

أَبُو هُرَيْرَةَ فَإِنَّمَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ زَمَنَ خَيْبَرَ فِي أَوَائِلِ سَنَةِ سَبْعٍ قَوْلُهُ إِنِّي رَأَيْتُ كَذَا للْأَكْثَر وَفِي رِوَايَة بن وَهْبٍ إِنَى أَرَى كَأَنَّهُ لِقُوَّةِ تَحَقُّقِهِ الرُّؤْيَا كَانَتْ مُمَثَّلَةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ حَتَّى كَأَنَّهُ يَرَاهَا حِينَئِذٍ قَوْلُهُ ظُلَّةٌ بِضَمِّ الظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ سَحَابَةٌ لَهَا ظِلٌّ وَكُلُّ مَا أَظَلَّ مِنْ سَقِيفَة وَنَحْوهَا يُسمى ظلة قَالَه الْخطابِيّ وَقَالَ بن فَارِسٍ الظُّلَّةُ أَوَّلُ شَيْءٍ يُظِلُّ زَادَ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ فِي رِوَايَتِهِ عِنْدَ الدَّارِمِيِّ وَأَبِي عَوَانَةَ وَكَذَا فِي رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عِنْد بن مَاجَهْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَوْلُهُ تَنْطِفُ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ بِنُونٍ وَطَاءٍ مَكْسُورَةٍ وَيَجُوزُ ضَمُّهَا وَمَعْنَاهُ تَقْطُرُ بِقَافٍ وَطَاءٍ مَضْمُومَةٍ وَيَجُوزُ كَسْرُهَا يُقَالُ نطف المَاء إِذا سَأَلَ وَقَالَ بن فَارِسٍ لَيْلَةَ نَطُوفُ أُمْطِرَتْ إِلَى الصُّبْحِ قَوْلُهُ فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا أَيْ يَأْخُذُونَ بِأَكُفِّهِمْ فِي رِوَايَة بن وَهْبٍ بِأَيْدِيهِمْ قَالَ الْخَلِيلُ تَكَفَّفَ بَسَطَ كَفَّهُ لِيَأْخُذَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ يَسْتَقُونَ بِمُهْمَلَةٍ وَمُثَنَّاةٍ وَقَافٍ أَيْ يَأْخُذُونَ فِي الْأَسْقِيَةِ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى يَتَكَفَّفُونَ يَأْخُذُونَ كِفَايَتَهُمْ وَهُوَ أَلْيَقُ بِقَوْلِهِ بَعْدَ ذَلِكَ فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ قُلْتُ وَمَا أَدْرِي كَيْفَ جَوَّزَ أَخْذَ كَفَى مِنْ كَفَّفَهُ وَلَا حُجَّةَ فِيمَا احْتَجَّ بِهِ لِمَا سَيَأْتِي قَوْلُهُ فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ أَيِ الْآخِذُ كَثِيرًا وَالْآخِذُ قَلِيلًا وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَلَامٍ فِيهِمَا وَفِي رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عِنْدَ أَحْمَدَ فَمَنْ بَيْنَ مُسْتَكْثِرٍ وَمُسْتَقِلٍّ وَبَيْنَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَإِذَا سَبَبٌ أَيْ حَبْلٌ قَوْلُهُ وَاصِلٌ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ فِي رِوَايَة بن وَهْبٍ وَأَرَى سَبَبًا وَاصِلًا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَفِي رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ وَرَأَيْتُ لَهَا سَبَبًا وَاصِلًا وَفِي رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ وَكَأَنَّ سَبَبًا دُلِّيَ مِنَ السَّمَاءِ قَوْلُهُ فَأَرَاكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ فِي رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ فَأَعْلَاكَ اللَّهُ قَوْلُهُ ثُمَّ أَخَذَ بِهِ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَلِبَعْضِهِمْ ثُمَّ أَخَذَهُ زَادَ بن وَهْبٍ فِي رِوَايَتِهِ مِنْ بَعْدُ وَفِي رِوَايَةِ بن عُيَيْنَة وبن حُسَيْنٍ مِنْ بَعْدِكَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ قَوْلُهُ فَعَلَا بِهِ زَادَ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ فَأَعْلَاهُ اللَّهُ وَهَكَذَا فِي رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ فِي الْمَوْضِعَيْنِ قَوْلُهُ ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطع زَاد بن وَهْبٍ هُنَا بِهِ وَفِي رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكُمْ فَأَخَذَ بِهِ فَقُطِعَ بِهِ قَوْلُهُ ثُمَّ وُصِلَ فِي رِوَايَة بن وَهْبٍ فَوُصِلَ لَهُ وَفِي رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ فَقُطِعَ بِهِ ثُمَّ وُصِلَ لَهُ فَاتَّصَلَ وَفِي رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ثُمَّ وُصِلَ لَهُ قَوْلُهُ بِأَبِي أَنْتَ زَادَ فِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ وَأُمِّي قَوْلُهُ وَاللَّهِ لَتَدَعَنِّي بِتَشْدِيدِ النُّونِ وَفِي رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ ائْذَنْ لِي قَوْلُهُ فَأَعْبُرُهَا فِي رِوَايَةِ بن وَهْبٍ فَلَأَعْبُرَنَّهَا بِزِيَادَةِ التَّأْكِيدِ بِاللَّامِ وَالنُّونِ وَنَحْوُهُ فِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ وَمِثْلُهُ فِي رِوَايَةِ الزُّبَيْدِيِّ قَوْله أعبرها فِي رِوَايَة سُفْيَان عِنْد بن مَاجَهْ عَبَّرَهَا بِالتَّشْدِيدِ وَفِي رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ فَأَذِنَ لَهُ زَادَ سُلَيْمَانُ وَكَانَ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلرُّؤْيَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُهُ وَأَمَّا الظُّلَّةُ فَالْإِسْلَامُ فِي رِوَايَة لِابْنِ وَهْبٍ وَكَذَا لِمَعْمَرٍ وَالزُّبَيْدِيِّ فَظُلَّةُ الْإِسْلَامِ وَرِوَايَةُ سُفْيَانَ كَرِوَايَةِ اللَّيْثِ وَكَذَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ وَهِيَ الَّتِي يَظْهَرُ تَرْجِيحُهَا قَوْلُهُ فَالْقُرْآنُ حَلَاوَتُهُ تنطف فِي رِوَايَة بن وَهْبٍ حَلَاوَتُهُ وَلِينُهُ وَكَذَا فِي رِوَايَةِ سُفْيَانَ وَمَعْمَرٍ وَبَيَّنَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ فِي رِوَايَتِهِ فَقَالَ وَأَمَّا الْعَسَلُ وَالسَّمْنُ فَالْقُرْآنُ فِي حَلَاوَةِ الْعَسَلِ وَلِينِ السَّمْنِ قَوْلُهُ فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ الْقُرْآنِ والمستقل زَاد بن وَهْبٍ فِي رِوَايَتِهِ قَبْلَ هَذَا وَأَمَّا مَا يَتَكَفَّفُ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ وَفِي رِوَايَةِ سُفْيَانَ فَالْآخِذُ مِنَ الْقُرْآنِ كَثِيرًا وَقَلِيلًا وَفِي رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ فَهُمْ حَمَلَةُ الْقُرْآنِ قَوْلُهُ وَأَمَّا السَّبَبُ إِلَخْ فِي رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ وَأَمَّا السَّبَبُ فَمَا أَنْتَ عَلَيْهِ تَعْلُو فَيُعْلِيكَ اللَّهُ قَوْلُهُ ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ زَاد سُفْيَان بن حُسَيْن وبن وَهْبٍ مِنْ بَعْدِكَ زَادَ سُفْيَانُ

الصفحة 434