كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 12)

تميم، وكلم الناس لبيدًا فَقَالَ: لا أطلبها أبدًا. وبلغ الخبر أَهْل الكوفة فَقَالَ عَبْد اللَّه بْن الزبير الأسدي:
لا يَصْرِم اللَّه اليمين التي عَلَتْ ... على البغض والشحناء أنفَ لبيد
فآبَ بنو ولد اسْتَهَا بمضاعف ... من اللطم لا يحصونه بعديد
نمت بك أعراق الزبير وهاشم ... وعمرو نما من خَالِد بْن سَعِيد [1]
وأم عمرو بِنْت خَالِد بْن سَعِيد بْن العاص أَبِي أحيحة. وأم الزبير صفية بِنْت عَبْد المطلب بْن هاشم.
فقال مسكين بْن عامر بْن أنيف الدارمي:
مُعَاذِ اللَّه أن تُلْفَى ركابي ... سراعًا إذ وردن على ضمير
طوال الدهر أو يرضى لبيد ... وكان الضيف محفوفا بخير
سنِلطم منذرًا أو وجه عمرو ... ولو دخلا بيثرب فِي است عير
فَإِن تَكُ لطمة أدركتموها ... فَلَمَّا يدركوا بدم الزبير [2]
وكان المنذر بْن الزبير صديقًا لعبيد اللَّه بْن زياد، فوفد عليه حين ولي الكوفة، فرصده رَجَال من بني تميم منهم:
نعيم بْن القعقاع بْن معبد بْن زرارة، ورجل من بني ظاعنة يُقَالُ له قتب وظاعنة أخوه تميم وحاضرتهم مع بني عَبْد اللَّه بْن دارم، وثالث معهم وجاء المنذر بْن الزبير يوم جمعة يريد المسجد فلطمه أحدهم، ثُمَّ الثاني، ثُمَّ الثالث، فدخل المنذر على عُبَيْد اللَّه فَقَالَ له: ما أتيتك حَتَّى ظننت أن الجدران ستلطمني، فأرسل ابن زياد إِلَى مُحَمَّد بْن عمير بْن عطارد، ولم يكن
__________
[1] شعر عبد الله بن الزبير الأسدي- ط. بغداد 1974 ص 73.
[2] لم ترد الأبيات في شعر مسكين المطبوع في بغداد 1970.

الصفحة 24