كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 12)

فيمن لطمه، إلا أنه قد أمرهم بلطمه، فحبسه فِي السجن، وأخذ نعيمًا وأصحابه فضربهم بالسياط، ويقال إنه قطع أيديهم.
وقال ابن الأعرابي: قَالَ المفضل: لما قدم منذر بْن الزبير على ابن زياد بعد لطم عمرو لبيدًا، لطم مُحَمَّد بْن عمير منذرًا، فأخذه ابن الزبير فضربه، وجاءت بنو أسد بْن خزيمة لتلطم تميمًا غضبًا لآل الزبير، لأن أم خويلد بْن أسد بْن عَبْد العزى أَبِي الْعَوَّام. وجده الزبير زهرة بِنْت عَمْرو بْن حنثر من بَنِي كاهل بْن أسد بْن خزيمة، فيقال إنه لم يبق تميمي ظهر لهم إلا لطموه فقال شاعر بني تميم:
ونحن لطمنا منذرًا يوم جمعة ... إذا نهلت مِنَّا الأكف نعيدها
لطمناه حَتَّى أسبلت بدمائها ... خياشيم كَانَتْ مُسْتكنًّا قصيدها
رَأَى منذر دفَّاع موجٍ عَرَمْرَمٍ ... وكثرة أيدٍ لَمْ تجد من يذودها
فقل لبني الْعَوَّام ينهوا سفيههم ... عن الجهل لا تُنكأ بلطم خدودها
وقال بعض بني أسد:
لطمناكم ألفا بلطمة منذر ... بأيد كرام لم تجد من يذودها
ويقال إن عُمَر بْن سعد بْن أَبِي وقاص نازع ابن أم الحكم عند مُعَاوِيَة فأجابه عنه لبيد بْن عطارد، عَنِ ابن أم الحكم وكان ابن أم الحكم مائلًا إلى بني حنظلة، فقام مُعَاوِيَة فدخل إِلَى أهله، فقال عُمَر بْن سعد: يا معاشر قريش أما أحد منكم يكفيني هَذَا الكلب التميمي، فَقَالَ عمرو بْن الزبير لغلام له: ائت صاحب العمامة الحمراء فَاكسر أنفه، ففعل الغلام ذلك، فصاح لبيد: يا أمير المؤمنين أَيُفْعَلُ هَذَا بي فِي دارك؟ فخرج مُعَاوِيَة وأمر بضرب الغلام، فَقَالَ لبيد: ما يقنعني هَذَا. فقال مُعَاوِيَة: أيضربك

الصفحة 25