قال اللَّه سبحانه وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ [1] وأن أم حكيم يرحمها اللَّه كَانَتْ محصنة مؤمنة وما أَنَا بالواثق بغفلتها وهي تغمر كمرة كثير الدهان.
وذكر خَالِد المزاح فقال:
يَصلّ [2] أحدهم صاحبه بأصلب من الجندل.
وينشقه أَحَدَّ من الخردل.
ويفرغ عليه أَحَرّ من المرجل.
ثُمَّ يقول ما زحتك.
قَالُوا: أتى رَجُل من بني تميم خالدًا فسأله فأعطاه دانقًا، فقال له:
إنه لو أعطاك كل رَجُل من بني تميم مثل ما أعطيتك لرحت ذا مال عظيم.
قَالُوا: ودخل خَالِد على أَبِي الْعَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فقال له: يا خَالِد كيف علمك بأخوالي؟ قال: أي أخوالك يا أمير المؤمنين فبكلهم أَنَا عارف؟، قال: أَمَسَّهم بي قرابة وأوجبهم علي حقا، ولد الْحَارِث بْن كعب. قال: يا أمير المؤمنين هناك هامة الشرف، وخرطوم الكرم، وإن فيهم لخصالًا مَا اجتمعت فِي غيرهم من قومهم، إنهم لأحسنهم أممًا وأكرمهم شيمًا، وأوقاهم ذممًا، وأبعدهم هممًا، هُم الجمرة فِي الحرب والرفد فِي الجدب، وهم الرأس وغيرهم العجب [3] . قال: لله درك يا بن صفوان قد وصفت فأحسنت.
__________
[1] سورة النور- الآية: 23.
[2] بهامش الأصل: يصك.
[3] العجب: أصل الذنب، ومؤخر كل شيء. القاموس.