كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

[ورود رسالة من فارس فيها أربع مسائل والجواب عنها]
وقال بعضهم وقيل: إنه الشيخ محمد بن سلطان، رحمه الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله عظيم الشأن، دائم الإحسان، الغني القوي السلطان، الأول ولا زمان، الآخر الباقي فليس بعده إنس ولا جان، الذي كتب آيات التوحيد والإيمان، بقلوب أهل التصديق، لما أوقد مصابيح التوفيق، فردا وإجمالا. لا يمثل للعيان، ولا يخيل للجنان، أخرج ذرية آدم بقدرته وحكمته، فقسمهم إلى ذي حظ وحرمان؛ فكم من حقير رفع، وكم من عزيز هان، صفى أسرار قوم، وكدر أسرار آخرين وأشان.
فأهل الكدر يتعارفون، وأهل الصفا يتهادون، ويتداعون كالإخوان، ويحذر بعضهم بعضا مواطن الغفلة والخسران، كما أمرهم بذلك خالق الخلق ومكون الأكوان، فقال في محكم القرآن: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [سورة المائدة آية: 2] ، فسبحان من أظهر أسرار البيان، في تعليم تعظيم: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْأِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [سورة الرحمن آية: 1-2-3-4] .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أحقق بها حقائق الإيمان. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي بعثه داعيا إلى الله، وأرسله بالدين القويم ليظهره على سائر الأديان، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما.
أما بعد: فورد على بعض إخواننا من فارس "ورقة" فيها

الصفحة 474