كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

كلام طويل، كل عاقل يرى الإعراض عنه، لأن أكثره لغو وهذيان، وتخليط أباطيل، يموه صاحبه بباطله على العميان؛ فرد أخونا على هذا المبطل ردا بسيطا، جزاه الله بالإحسان؛ ولكن أحببنا إعانة أخينا، امتثالا لقوله: " والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " 1. وإن كنا لسنا من أهل هذا الشأن.
فقال هذا المبطل كلاما، كما قدمنا: أنه لغو وهذيان، ولكن ملخصه، وحاصله أربع مسائل:
المسألة الأولى: تعطيل صفات ربنا الديان، وذاته تعالى وتقدس عظيم الشأن.
المسألة الثانية: تحليل الشرك وعبادة الأوثان، وجواز صرف الدعاء للأحياء والأموات، من الإنس والجان ; ويستدل هذا الجاهل المغرور، بعمومات كالسراب الذي بقيعة يحسبه ماء الظمآن.
المسألة الثالثة: إثبات الشفاعة الشركية التي نفاها القرآن.
المسألة الرابعة: استحسان البدع المضلة، والمحدثات التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان.
فالجواب، نقول: يا معلم إبراهيم علمني، وإلى طريق الحق فهمني، أوجب الله على عباده اتباع ما أنزل عليهم في كتابه، وما جاءهم به رسوله، قال تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} [سورة الأعراف آية: 3] .
وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [سورة آل عمران آية: 31] .
وقال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} [سورة طه آية: 123] .
__________
1 مسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار 2699 , والترمذي: القراءات 2945 , وابن ماجه: المقدمة 225 , وأحمد 2/252.

الصفحة 475