كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

وذم الله من أعرض عن كتابه وما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} [سورة طه آية: 124] .
وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا} الآية [سورة السجدة آية: 22] .
وقال تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [سورة النجم آية: 29-30] .
وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} الآية [سورة الكهف آية: 57] . والآيات في ذلك كثيرة معلومة.
فإذا فهمت أن الله أوجب على عباده اتباع كتابه الذي جعله تبيانا لكل شيء، وهدى ورحمة، وطاعة رسوله الذي بعثه ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فقال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [سورة المائدة آية: 92] .
وقال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [سورة النساء آية: 80] .
وقال صلى الله عليه وسلم " لو كان موسى حيا، ما وسعه إلا اتباعي " 1 الحديث.
فإذا عرفت وجوب ذلك، فأوجب الله أيضا على العباد: أن يردوا ما تنازعوا فيه واختلفوا فيه، إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} الآية [سورة النساء آية: 59] .
وقال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} الآية، [سورة البقرة آية: 213] .
وقال تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي
__________
1 أحمد 3/338 , والدارمي: المقدمة 435.

الصفحة 476