كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

من كان قبلكم " 1 الحديث.
ولكن قام برد هذه البدع أصحاب الكتاب، والآثار المأخوذة عن سيد المرسلين، وهم أهل القرآن والحديث، الباحثون في كل باب في العلم، من الصحابة والتابعين، من السابقين الأولين، الذين أخبر بهم النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين". وكانوا هم أئمة الإسلام، الذين هم قدوة المؤمنين، بحيث كان أرباب هذه البدع في أيامهم أصاغر مغموصين.
واعلم: أن الضلال والتهوك إنما استولى على كثير من المتأخرين، لنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم، وإعراضهم عما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من البينات والهدى، وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين، والأئمة الأربعة عليهم رضوان الله أجمعين، وأن ما أصف: فرع هؤلاء.
وإذا كان ذلك كذلك، فهذا كتاب الله من أوله إلى آخره، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها، ثم عامة كلام الصحابة والتابعين، ثم كلام سائر الأئمة مملوء بما هو، إما نص شاهر، أو لفظ ظاهر: أن الله هو العلي الأعلى، وهو فوق كل شيء، وهو عال على كل شيء، وأنه استوى على العرش.
مثل قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه آية: 5] .
ومثل قوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}
__________
1 الترمذي: الفتن 2180 , وأحمد 5/218.

الصفحة 479