كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 12)

السماء صباحا ومساء " 1.
وفي حديث الرقية، الذي رواه أبو داود وغيره، وفي حديث الأوعال: " والعرش فوق ذلك، والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه " 2 كما رواه أحمد وأبو داود، وغيرهما، وفي حديث الجارية، وقوله في الحديث الصحيح: " إن الله لما خلق الخلق كتب في كتاب، فهو موضوع عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضب ي" 3، وقوله في حديث قبض الروح التي يعرج بها إلى السماء.
وكذلك في حديث أبي موسى الأشعري، الذي في صحيح مسلم، وأمثال ذلك مما لا يحصيه إلا الله، مما هو أبلغ; تواترت اللفظية والمعنوية، التي تورث علما يقينا من أنفع العلوم الضرورية، عن الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله بإثبات صفات الذي أرسله، من العلو والكلام إلى غير ذلك، كما فطر الله على ذلك جميع الخلق، عربهم وعجمهم، إلا من اجتالته الشياطين، ثم في ذلك عن السلف من الأقوال، ما لو جمع لبلغ مئين ألوفا.
وهذا وأمثاله كما قدمنا، يعلم البصير العاقل: أنهم مستحقون ما قاله الشافعي، رضي الله عنه حيث قال: حكمي في أهل الكلام، أن يُضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في القبائل والعشائر، ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأقبل على الكلام، إلى غير ذلك من ذم أهل الكلام، وأنهم مبتدعة، كما قُتل الجعد، والجهم بن صفوان، وغيرهما.
__________
1 البخاري: المغازي 4351 , ومسلم: الزكاة 1064 , وأحمد 3/4.
2 أحمد 2/197.
3 البخاري: بدء الخلق 3194 والتوحيد 7404 ,7422 ,7453 ,7553 ,7554 , ومسلم: التوبة 2751 , والترمذي: الدعوات 3543 , وابن ماجه: المقدمة 189 والزهد 4295 , وأحمد 2/257 ,2/259 ,2/313 ,2/358 ,2/381 ,2/397 ,2/433 ,2/466.

الصفحة 481